كما طائر الفينيق
لم يعد يخفى على أحد ما تركته الحرب الإرهابية على سورية من خلال تدميرها الممنهج لمختلف قطاعات الإنتاج الاقتصادي بهدف إضعاف مؤسسات الدولة من أزمات معيشية خانقة وانعكاساتها الكارثية على القوة الشرائية للمواطن وما زاد في ذلك استمرار الدول الداعمة للإرهاب ممارسة ضغوطها على الاقتصاد السوري من خلال الإرهاب الاقتصادي حصاراً وتجويعاً للشعب السوري عبر قانون ما يسمى « قيصر» من الممارسات القذرة بهدف ثني الشعب السوري الصامد في وجه أعتى وأقذر حرب شنت عليه عن متابعة صموده ومؤازرته لجيشه ولمؤسسات الدولة وعن دعمه المطلق لمقام الرئاسة، هذا الدعم الذي تجلى في الالتفاف المطلق حول القيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد وتحقيق الانتصار لمقام الرئاسة في الانتخابات الرئاسية التي جرت والتي نعيش أفراحها اليوم مع اقتراب بدء الولاية الدستورية في السابع عشر من الشهر الجاري تزامناً مع صدور المرسومين التشريعيين رقم /19/ و /20/ القاضيين بزيادة الرواتب للمدنيين والعسكريين والمتقاعدين وسط ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة وبرغم كل تداعيات الإرهاب تأتي هذه الزيادة لتسهم قدر المستطاع بردم هوة الإرهاب الذي يمارس على الشعب السوري ولتعمل على تحسين مستوى المعيشة للمواطنين .
تأتي هذه الزيادة لتؤكد من جديد عودة التعافي للاقتصاد السوري الذي بدأ ينفض عن كاهل خطوط إنتاجه دمار وخراب الإرهاب ولتؤكد من جديد أنّ الأمل بالعمل للخروج من نفق الظلم والظلام الذي حاول أعداء سورية إدخالها به وهاهي تخرج من العتمة إلى النور .
على أمل أن تساعد الإجراءات الرقابية الحكومية على مختلف النشاطات الاقتصادية في الحفاظ على هذه الزيادة من أن يستغلها التجار في محاولات رفع الأسعار ومحاولاتهم امتصاصها عبر جشع البعض منهم ممن استغلوا هذه الظروف الصعبة التي تمر بها سورية لزيادة معاناة المواطن .
وكل الأمل بالعمل ومتابعة الجهات الوصائية والمعنية بمراقبة الأسواق وحسن تطبيق مراسيم الزيادة بما يحقق الأمن الغذائي والمعيشي للمواطن بعيداً عن استغلال ضعاف النفوس لهذه الإجراءات القاضية بتحسين الدخول والمعاشات للعاملين في الدولة وتحقيق الرقابة الفاعلة.
وسط كل الظروف والحصار الاقتصادي الغربي الجائر على سورية تأتي زيادة الرواتب والأجور اليوم لتشكل تحدياً جديداً لكل هذه الضغوط وتسهم في كسر الحصار عن الوطن وتؤكد من جديد أن سورية الدولة مازالت تطعم أبناءها وتعلِّمهم وتعالجهم بالمجان من خلال مؤسساتها التي صمدت وتحدت وعادت لتنهض من جديد كما طائر الفينيق .