يظن البعض ممن تجاوز أبناؤهم مرحلة الثانوية العامة وباتوا شباباً في الجامعات، أنهم وبشكل طبيعي لن يكونوا من متابعي أخبار وزارة التربية ولا يعنيهم تأجيل امتحانات الصفوف الانتقالية ولا موعد بدء وانتهاء الفصل الدراسي، ولن يتأثروا بخبر صدور نتائج الشهادتين التاسع والبكالوريا.. وهذا التحليل لا يندرج تحت بند اللامبالاة أو السلبية – معاذ الله – إلا أنه شعور محدث على طبيعة الإنسان البشرية بشكل عام حيث يقل الاهتمام والانشغال بالأشياء البعيدة عن مركز الأولويات.
وهناك أيضاً العديد من الأسباب المشاركة في تهميش بعض المناسبات من حياتنا، أولها العنصر المادي حيث إنه ومع تداعيات أخبار الفرح والتهليل بنتائج البكالوريا مثلاً هناك باب الهدايا والمباركات ومصروف تلفونات يبدأ بالإطمئنان عن حال طالب البكالوريا ومستوى تقديمه في مادة العلوم أو الفلسفة أو الرياضيات والمجادلة فيما بينه وبين ولي الأمر عن المادة التي يمكن أن يقع عليها الحظ وتضرب طلاب العلمي أو الأدبي على حد سواء.
أسئلة مشروعة تحتاج من المهتم حسبة اقتصادية ربما يراها البعض بسيطة إلا أنها يمكن أن تتطور ويتحمس المهتم حد استخدامه وسيلة مواصلات وبيده عصير فواكه أو كيلو تفاح وبرتقال لشد إزر العائلة القريبة أو الصديقة ممن تعبوا مع أبنائهم مدة عام دراسي كامل تعباً معنوياً يسيطر فيه القلق والتوتر ومراعاة مشاعر الابن الفارس طالب الشهادة الثانوية مصحوباً بإرهاق معنوي لابدّ أن تعانيه أغلب الأسر المحكومة بتقديم ما أمكن مادياً لزوم معاهد التقوية والدروس الخصوصية التي باتت العبء الأكبر لعوائل الطلاب.
هذه الحسبة المادية وتراكماتها على مدى عام دراسي تسهم أيضاً بشكل إيجابي في تقليل القيل والقال وحديث نساء العائلة عن تفوق أو كسل بكر العائلة ودلاله من عدمه بمراقبة دخول كم أستاذ في اليوم والأسبوع و الشهر؟؟
إلا أنه وبرغم كل الصعوبات المادية التي نعانيها جميعاً، ومع فرحة العالم الافتراضي العارم بنجاح الأبناء في شهادة الثانوية .. مستحيل أن يمرّ مرور اللامبالاة في وجداننا ونصير معه من ذوي القربى لابن تفوق بتحقيق معدل شبه كامل وآخر أتمه ما شاء الله..
نفرح معهم ونتشارك مع الوطن فرحته بشكل عام فرحاً بالشباب المؤمن بالغد ومسؤولية البناء.