عليكم سلامٌ في زمنٍ عزَّ فيه السلامُ
لن نؤخذَ – نحنُ السوريين- اليومَ، بجسامةِ الحدثِ الإقليميّ والعالميّ، ونسهوَ عن الاحتفاء بملء وجداننا وبكل ما تكتنزهُ قلوبنا وعقولنا من شغفٍ، بعيدِ حماةِ الديار و حرّاسِ الكرامةِ والعزّة الوطنية.. أبطالِ جيشنا العربيّ السوريّ.
نحتفي هذا العام بعيد جيشنا الغالي على إيقاعات تصاعدٍ وتصعيدٍ لأحداثٍ إقليميةٍ، تخلطُ أوراقَ السياسةِ والاقتصاد والمجتمعات بخصوصياتها وعمومياتها.. بل ومصائرها أيضاً، في “حبكةٍ” بالغةِ الدقة ومعقدةٍ تجعلُ من الصعب التنبؤ بالساعات القليلة المقبلة.
بالفعل من العسير التكهنُ بالقريب الآتي، أهي حربٌ تتسعُ دائرتها وترخي بأثقل الظلال والأوزار على إقليمٍ هو الأكثر حساسيةً وأثراً على الاقتصاد العالمي..؟؟
أم تهدئةٌ على ألمٍ وجراحٍ عميقةٍ درءاً للوقوعِ في غوايةٍ أرادها ودفع بها كيانٌ يلهث للخروج من أتونٍ ملتهبٍ أوقع نفسه فيه، ولا مخرج له إلا باستدراج الجميع لتقاسم أزمته..؟
الواضح أنها مغامرةٌ وقفزةٌ مجنونةٌ في الهواء، يمارسها من سقطَ ويغرقُ في مستنقعٍ عمقهُ يزيد على ثلاثمئة يوم. وتتوالى فاتورة خسائره الاقتصادية ليس يومياً بل ساعيّاً ولحظياً، لتضاف إلى التهتّكات والرضوض العميقة سياسياً وعسكرياً وبشرياً و معنوياً، والتي أفقدته التركيز – كل التركيز – على أي الجبهات سيستدرك و يلملم جراحه الملتهبة..
مغامرةٌ تنصّل الأميركي ويتنصّل من المسؤولية عن الكثير من فصولها، هو الذي يدرك أنه المعني الأول بالاستدراج إلى المستنقع.. لاسيما في فسحةٍ توحي – ولو مخاتلةً – بشبهِ فراغٍ تركه انسحاب بايدن من السباق الانتخابي، واستفراد ترامب بعرض موجوداتٍ مفترضةٍ في واجهة السياسة الأميركية المقبلة.. وهو الفراغ المناسب لإطلاق يد نتنياهو على طريقة “نحن لم نرَ شيئاً ولا علم لنا بما تفعل”..
تطوراتٌ تولد مخاوفَ مشروعةً لدى شعوب المنطقة عموماً، وتخلف ألف تساؤل وتساؤل عن ماهية القادمات من الأيام..
وعلى الرغم من ترقبنا نحن من جملة من يترقبون.. إلا أننا في سورية اعتدنا مواجهة أعتى الظروف وأقساها.. لكن رهاننا دوماً على جيشٍ وقائدٍ وشعبٍ.. وهذه ثلاثيةُ اليقينِ والرسوخِ التي نعتدُّ بها دوماً.. ونقول: حماةَ الديارِ عليكم سلام.. ولسورية الحبيبة ألفُ سلامٍ في زمن عزّ فيه السلام.