مسكنات الألم الشائعة قد تزيد المرض

تشرين

وصف مسكنات الألم الشائعة مثل الإيبوبروفين والنابروكسين للأشخاص يعرضهم لخطر الآثار الجانبية الخطيرة ويجعلهم أكثر مرضاً.
وتعد الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيروئيدية من بين الأدوية الأكثر وصفاً على نطاق واسع في العالم لتخفيف الألم والحرارة، ولكنها قد تزيد من خطر النزيف الداخلي وتلف الأعضاء والنوبات القلبية والسكتة الدماغية لدى بعض الأشخاص، مثل كبار السن وأولئك الذين يعانون من قرحة هضمية أو قصور في القلب أو مرض الكلى المزمن، بحسب ما نشرته “ديلي ميل” البريطانية.
وبحسب دراسة جديدة نُشرت في الدورية الطبية البريطانية، فقد كتب باحثون من جامعة مانشستر: تظل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مصدراً للأضرار التي يمكن تجنبها وتكاليف الرعاية الصحية، على الرغم من مجموعة من المبادرات للحد من استخدامها، وخاصة في الفئات السكانية المعرضة للخطر، لذلك، يجب بذل جهود متضافرة لمواصلة تضمين مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية في مبادرات سلامة المرضى وإلغاء وصفها.
تستخدم مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل الإيبوبروفين والنابروكسين في أغلب الأحوال لتخفيف الصداع والالتواءات وآلام الدورة الشهرية والتهاب المفاصل، والتي يمكن أن تسبب آلاماً طويلة الأمد، وتتوافر على شكل أقراص وكبسولات وتحاميل وكريمات وهلام وحقن.
وذكر الباحثون أنه وباستخدام بيانات من أبحاث سابقة حول سلامة وصف الأدوية في إنجلترا، ركزت الدراسة على خمس مجموعات معرضة لأعلى خطر من الآثار الجانبية لمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.
كما شمل ذلك الأشخاص الذين يتناولون مميعات الدم، وأولئك الذين يعانون من قصور القلب أو أمراض الكلى المزمنة، والأشخاص الذين لديهم تاريخ من قرحة المعدة، والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا والذين لم يتناولوا أدوية لحماية المعدة.
وتبين أن التأثير الأكبر بين المرضى الذين يتناولون مميعات الدم، بينما كان التأثير الأكثر شيوعًا بين كبار السن الذين لا يتناولون مميعات المعدة.
ووفقا للدراسة، زادت وصفات مثبطات COX-2 – التي تعالج آلام التهاب المفاصل – على الرغم من انخفاض وصفات الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيروئيدية للمرضى الذين يعانون من مخاطر القلب خلال العام.
إلى ذلك، كشفت دراسة هامة عن “أثر مقلق” لأكثر أدوية تسكين الآلام شيوعاً في العالم، مثل عقار “أسيتامينوفين”، إذ يمكنها أن تفعل أكثر بكثير من مجرد التخلص من الصداع.
ويرفع أسيتامينوفين، المعروف أيضاً باسم الباراسيتامول ويباع على نطاق واسع تحت الاسمين التجاريين تايلينول وبانادول، أيضاً من المخاطرة، وفقاً لدراسة قاست التغيرات في سلوك الناس عندما يكونون تحت تأثير الأدوية الشائعة التي لا تستلزم وصفة طبية.
وأشارت النتائج، إلى أن تأثيرات عقار الأسيتامينوفين على تقليل الألم تمتد أيضاً إلى العمليات النفسية المختلفة، ما يضعف تقبل الناس لإيذاء المشاعر، ويجعلهم يعانون من انخفاض التعاطف، وحتى من ضعف الوظائف المعرفية.
وعلى نفس النحو، يشير البحث إلى أن القدرة العاطفية للأشخاص على إدراك وتقييم المخاطر يمكن أن تتأثر عندما يأخذون عقار الأسيتامينوفين. وعلى الرغم من أن التأثيرات قد تكون طفيفة، إلا أنها تستحق الذكر بالتأكيد، نظراً لأن عقار الأسيتامينوفين هو أكثر مكونات العقاقير شيوعاً في أميركا، وموجود في أكثر من 600 نوع مختلف من الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار