تستميت الإدارة الأمريكية لفتح معابر غير شرعية عبر الحدود السورية تحت ذريعة إيصال “المساعدات الإنسانية” للسوريين وهي في الحقيقة مساعدات ملغومة تذهب إلى الإرهابيين دون سواهم، وتتضمن في غالب الأحيان أموالاً وأسلحة للجماعات الإرهابية وقد فضحت العديد من المصادر هذا الأمر،وكشفت عن شاحنات مليئة بالأسلحة تمر من معبر باب الهوى إلى الإرهابيين تحت مسمى “مساعدات إنسانية”.
يبدو أن الجماعات الإرهابية نتيجة حصارها على يد الجيش العربي السوري، تمر بضائقة شديدة من ناحية نقص إمدادات التسليح والتمويل، ولذلك سارعت الولايات المتحدة الأمريكية لإنقاذ أذرعها من خلال حجج كاذبة وألاعيب مكشوفة حول الوضع الإنساني طرحته واشنطن في مؤتمر روما الذي ضم 15وزير خارجية من مجموعة السبع الكبار والمجموعة المصغرة وترأسه أنتوني بلنكين وزير الخارجية الأمريكي وخصص لبحث “الأوضاع الإنسانية” وفتح المعابر عبر الحدود السورية تمهيداً لإحالة هذا الملف لاحقاً إلى مجلس الأمن الدولي.
لقد حاولت الإدارة الأمريكية تليين الموقف الروسي من موضوع المعابر وحتى قامت بطرحه في قمة بايدن بوتين الأخيرة في جنيف إلا أن موسكو بقيت ثابتة على موقفها ومصرة على أن توزع المساعدات بمختلف أنواعها من خلال الحكومة السورية وأن غير ذلك يمس بسيادة سورية ويخالف ميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية ولذلك هي جاهزة للاعتراض عندما يطرح الموضوع في مجلس الأمن الدولي وحتى استخدام حق النقض “فيتو” الذي استخدمته روسيا مراراً في وجه المحاولات الأمريكية الغربية السابقة.
من يصدق دموع التماسيح التي تذرفها الإدارة الأمريكية على الوضع الإنساني الصعب في سورية وهي المسبب الأول لهذا الوضع من خلال دعم العصابات الإرهابية ورعايتها ومن خلال فرض العقوبات والحصار الاقتصادي على الشعب السوري ومحاربته بلقمة العيش وحبة الدواء وهي تخوض “معركة المعابر” اليوم ليس كرمى لعيون أطفال سورية، وإنما من أجل إمداد لجماعاتها الإرهابية بسبل الحياة والبقاء حتى تظل قادرة على إطالة أمد الأزمة في سورية ونهب ثرواتها.