انتظار المجهول ..!
بالتأكيد ما خرّبه الإرهاب في سنوات عشر لا يمكن أن يُعمر بين ليلة وضحاها، ذلك أن التدمير الممنهج لمختلف قطاعات الدولة الاقتصادية يفوق الخيال ويصعب على المرء استيعابه وإن كانت الصدمة هائلة إلا أن صمود الدولة بمكوناتها مجتمعة سبق لها أن امتصت تلك الصدمة، وبالتأكيد ليست هناك عصا سحرية ولا أحد يدعي امتلاكها للنهوض بسرعة من تحت رماد الإرهاب، لكن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال أن نبقى في حالة ذهول وانتظار والأصح من ذلك في حالة وقوف على الأطلال ننشد الحنين لأيام خلت بأمنها وأمانها وباستقرار اقتصادي لن يعود بالتغني بالماضي وبإطلاق الخطب التي ما زالت تلقي باللائمة على الإرهاب لتسويغ حالة العجز التي تعيشها الجهات المعنية وصاحبة القرار.. فالبطء والتقاعس الحاصلان لا يبشران كثيراً، ولا يخرجان المواطن من دوامة البحث عن لقمة عيشه، ولا يوقفان لهاثه خلف حافلة تقلّه إلى وجهة محددة بعينها ونحو مستقبل مبهم المعالم.
بطء الإجراءات من قبل الجهات المعنية ومحاولاتها إخراج المواطن والوطن من عنق الوضع الاقتصادي الخانق دفع المواطن إلى الانتظار لحافلة تقلّه نحو ضفة العيش الأفضل، تلك الحافلة لن تأتي في ظل غياب السكة الصحيحة والطريق القويم بإجراءات خجولة للمعنيين وحلول أبسطها مزيد من التضييق على لقمة عيش المواطن برفع الأسعار ومجاراة السوق، وكل ذلك عبر حلول آنية على نفقة المواطن الخاصة بمزيد من الضرائب والمحلات الضريبية الجديدة وكل ذلك من رقبة المواطن.
حالة الانتظار يا سادة قد تطول.. وعلى مؤسسات الدولة العمل على تشجيع الاستثمار الفردي وتوفير مستلزمات العمل للتشجيع على دفع الناس للخروج من حالة الانتظار بتفعيل وتنشيط المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر بالاستفادة من القوانين والتشريعات الصادرة بخصوص ذلك وتعليم الناس “الصيد” بدل الوقوف على أبواب الجمعيات وبغير ذلك لن نخرج من حالة الانتظار التي وضعتنا فيها مخلفات الحرب علينا.. فقد يطول الانتظار.