مفارقات
من المفارقات العجيبة أن سجادة ينتجها خمسة عمال في شركة عامة في اليوم بين نسّاج معلم نول وأربعة عمال مساعدين يتجاوز سعرها 500 ألف ليرة، بينما رواتبهم الخمسة تكاد تصل إلى 400 ألف ليرة في الشهر.
براد ينتجه فريق عمل متكامل بين فني ومساعد يتجاوز سعره المليون ليرة، بينما رواتبهم ( المجمدة في الفريزر) مجتمعة تكاد تصل لنصف سعره يتقاضاها العمال يعملون على مدار شهر كامل.
وقس على ذلك الغسالات والأدوات الهندسية والكهربائية وغيرها من الأدوات المنزلية التي يحتاج العامل عند شرائها إلى قرض مليوني بحيث يقضي عمره في سداد أقساطه.
أصغر عمل جراحي يمكن أن يحتاجه المواطن بشكل طارئ يكلفه مبالغ طائلة لا قدرة على احتمالها بل على العكس من ذلك قد يكابر على جرحه برش الملح عليه وتحمّل آلامه أكثر من قدرته على تحمل تكاليف مداواته ولو استطاع أن يؤجل مرضه حتى يستفحل فإنه لن يقصر في ذلك.. والكثيرون من المرضى يكابرون على جراحهم حتى سقوطهم بضربة قاضية من المرض وعندها: «لا يصلح العطار ما أفسده الدهر»، وخصوصاً في ظل عجز المواطن عن دفع فاتورة الاستشفاء الطائلة بعد أن أصبح الدواء والحصول عليه داء لا براء من أسعاره التي تفوق أجر العامل..
بالتأكيد الشكوى وحدها لا تكفي والبقاء في حالة الانتظار العامة في (الطوابير) ليست مجدية فالأمل بالعمل وفي الحركة بركة وإنتاج من شأنه أن يغير واقع الحال بأحسن وذلك من خلال استنهاض الهمم وزج الطاقات والكوادر المبدعة والخلاقة في سوق العمل؛ كل من موقعه لكسر حالة الحصار والخروج من طوق الإرهاب الاقتصادي، وبتوفر الإنتاج والسلع المتشابهة بالإنتاج يتحقق نوع من المنافسة من شأنها أن تكسر حدة الضيق وتوسع طاقة الفرج وكل ذلك بالأمل والعمل.