نتائج مخجلة
إنه أمر غريب بحق, ويستدعي التوقف عنده والتفحّص مليّاً بكل جزئياته ومكوناته وأسبابه, شركة عامة لديها تجهيزات وخطوط إنتاج حديثة, وكادر مدرب من الموظفين المهرة , وأرباحها خلال ستة أشهر لا تتجاوز المليوني ليرة سورية , فهذا بحق أمر مخجل .. إذ إن أي دكان صغير ولو كان في الريف البعيد جداً عن مركز العاصمة يحقق أرباحاً مضاعفة عن أرباح شركة ذات سمعة طيبة, وتعاقبت عليها إدارات وخطط ورؤى صناعية متطورة , واعتمادات تتجدد مطلع كل عام, لنصل إلى نتيجة مفادها ربح بمقدار مليوني ليرة ..!
شركة ألبان دمشق من الشركات المنتجة والمهمة , كان لها شأن في يوم ما من سنوات ماضية, لكن ماذا حلّ بها .. ولماذا كل هذا التراجع؟ لا أحد يعلم السر المخفي .. هل هو تراجع الكميات الخام من أساسيات عملها ..أم هناك تلكؤ وعدم طرح برامج ومبادرات تتلاءم مع طبيعة الظروف الصعبة ..؟
ولكن.. مهما كانت المبررات مقنعة إلا أنها لا تغفر فداحة العوائد وضآلتها, أمام خطوط إنتاج وكوادر ذات خبرة ..! وإذا فرضنا جدلاً أن لديها صعوبات ثقيلة.. فكيف بتلك الشركات التي لا تماثلها بالثقل التجهيزي الموجود تحت عصمتها تكون رابحة وإنتاجها مسوّقاً ..لا بل هناك منتجات من قبل ورش صغيرة في الحارات وتحت الأقبية تنتج وتبيع وفوق ذلك محققة ربحاً أكثر من شركة عامة عمرها سنين ..؟
فتّشوا عن الأسباب الحقيقية؛ إذا كنتم تريدون بحق إنتاجاً كبيراً, ما على المعنيين في وزارة الصناعة إلا دراسة وضع شركات كهذه , أرباحها تكاد لا تذكر ومناقشة مؤشراتها الإنتاجية وعوائدها بكل تفاصيلها , خير من أن تبقى نمطية واتكالية وتالياً خسارة مادية وعدم نجاعة ربحية واقتصادية عالية ..!
المهم ليس الباب الاجتماعي على أهميته , لكن هناك العائد الاقتصادي المتوخّى من أي نشاط لأي شركة كانت , فلو تم تأجير أجزاء من خطوط إنتاجها على سبيل المثال لكانت عائداته أكثر بكثير من نتائج كهذه مخجلة جداً ..