خطأ المقارنة ..!
رغم أن الموسم الدرامي الخاص بشهر رمضان انتهى منذ فترة، لكن حتى بعد مضي ما انقضى، فإن متابعة المشاهدين ما فاتهم خلاله من أعمال مصرية، حرّضت أصواتاً كثيرة عبر وسائط التواصل الاجتماعي على أن تعلو وتقدح من الدراما التلفزيونية السورية، وتمدح من الدراما التلفزيونية المصرية، من دون أي وجه حق.! وملاحظتنا لا تعني أبداً أن الدراما السورية فوق النقد أو أنها خالية من الأخطاء والعثرات ولا يعوزها أي إتقان في بعض التفاصيل والخيوط، سواء الفنية أو الفكرية أو الإنتاجية، بل يعوزها كل ذلك. لكن لنتذكر جيداً أن الفضائيات المصرية عشرات أمثال الفضائيات السورية الخاصة بالدراما، التي لم تصل لعدد أصابع اليد الواحدة، ناهيك بالفضائيات المنوعة التي تعرض أيضاً المسلسلات، من دون أن ننسى العدد الكبير لشركات الإنتاج وإن كان غير معروف بشكل دقيق، بالمقارنة مع عدد شركات الإنتاج في سورية، التي توقف بعضها، أو يعمل بعضها الآخر بشكل غير متواتر، ولم تستطع بسبب سنوات الحرب على سورية الحفاظ على الشراكة مع بعض الفضائيات الخليجية التي كانت إما تشارك في الإنتاج أو تشتري العروض الحصرية.. فوجه المقارنة غير دقيق وغير موضوعي، ويظلم الدراما التلفزيونية السورية كثيراً، وهو غير منصف حتى للدراما المصرية، لأنه لا يمكن أن تتوضح معالم الصورة من دون متابعة ما كتب عن تلك الدراما من قبل نقاد موضوعيين، لا من قبل مروجين لها تقاضوا أجورهم عليها مسبقاً من قبل شركات الإنتاج، لتروّج إنتاجها منذ لحظات التصوير الأولى، وكذلك خلال عرض الحلقات الأولى لبعض المسلسلات.. فمتابعة ما كتب هي وحدها التي تجعلنا نعرف الوجه الحقيقي للمستوى الإبداعي للمسلسلات المصرية، وألّا نقع في فخ المديح المجاني غير المتنبّه للضعف والأخطاء التي شابت مقوماتها الفكرية والفنية، ومن تابع ما كتب عن معظم أعمال الموسم الماضي، الذي فنّد كل الأخطاء والضعف الفكري والفني الذي شابها، وما تبعه من مناشدة لوقف هدر المال، وبخاصة العام منه، من جرّاء إنتاج أحد الأعمال، وما اتّخذ من إجراءات من قبل الحكومة المصرية، من كفّ يد بعض المديرين والمخرجين، خير تصديق على أن من يعجب بالمنتج الدرامي المصري غير موضوعي ولم يرَ الصورة الحقيقية، وأن هذا المنتج ليس بأفضل حال من المنتج السوري، لا فكرياً ولا فنياً.