خارج حسابات البيدر ..!
بذل الفلاحون قصارى جهدهم، مدعومين قدر الإمكان من جهات الزراعة، في العمل على تحقيق شعار وزارة الزراعة بأن يكون موسم العام عام القمح بالاستفادة من كل مساحة ممكنة لتعويض النقص الكبير في الأقماح بعد تعرض هذا المحصول الاستراتيجي على مدى سنوات الحرب الإرهابية على سورية لشتى أشكال الاستنزاف سواء من حرمان الفلاحين من الوصول لأراضيهم من قبل مرتزقة المحتل التركي ومنعهم من الزراعة أو جني المحصول وحصاده من خلال حرقه، أو من خلال سرقة المحتل الأمريكي للأقماح من صوامع الجزيرة السورية وتهريبها وحرمان الشعب السوري من أهم مادة غذائية شكّلت له على مدار العقود الماضية نوعاً من الأمن الغذائي وكانت السلاح الأمضى في مواجهة الحصار الاقتصادي والعقوبات التي فرضت على سورية خدمة للمشروع الصهيوني وبهدف إضعاف سورية، ولطالما كان دفاع حمّالة الحطب غونداليزا رايس عن فشل السياسة الأمريكية في إخضاع سورية وتركيعها أمام الكونغرس مبرراً لها حين قالت:«لأن سورية تنتج القمح»!.
وبالعودة إلى جهود الفلاحين هذا العام وتعبهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي عبر موسم هذا العام فقد تعرضت لظروف قاهرة خارجة عن الإرادة نتيجة الجفاف وانحباس الأمطار في بعض مناطق زراعة القمح والشعير فأصيب الموسم بنكسة قاصمة، وربما لم يصل المحصول إلى ذروة النضج ما يجعل في بعضه شوائب وضعفاً في الحبة وما يجعله غير قابل للاستلام ولمخالفته شروط التسليم.. وبالتالي خروج كميات كبيرة منه خارج الحسابات في وقت نحن أحوج فيه لاستلام كل حبة منه وإن كان في تعديل نسب الشوائب أو حتى يمكن استلامه كعلف للحيوانات خصوصاً في ظل ارتفاع فاتورة الاستيراد وتأثر محصول الشعير بالجفاف أيضاً، وبذل كل الجهود الممكنة للتعويض على الفلاحين خير من تهريب الأقماح أو استغلال حاجة الفلاحين وإغرائهم بأسعار مجزية من قبل تجار الأزمات، لذلك من الضروري بمكان النظر بعين الفلاح المُتعب وتعويضه قدر الإمكان كي يبقى قادراً على الزراعة وينهض من كبوته، خاصة أن تغيرات المناخ ظروف قاهرة، ولكن هذا لا يمنع العمل على مواجهتها بايجاد البدائل وزراعة أصناف من الأقماح والحبوب مقاومة للجفاف بحيث تكون بديلاً آمناً ولا يبقى موسم القمح رهن حسابات المناخ!.