لقطات ثقافية
1
صحيح أنّه من حق جميع الأدباء أن يناقشوا ويختلفوا حول قيمة أي عمل أدبي، لكنهم لا يفعلون ذلك كما يفعلونه عقب كل إصدار لنتائج جائزة النسخة العربية من «البوكر», ففي كل سنة نشهد نقاشاً وحوارات على صفحات التواصل وعلى صفحات المنابر الإعلامية الإلكترونية، وكأن الهدف منها سحب الجائزة من الفائز أو الفائزة، واعتبار الرواية الفائزة غير جديرة بها، وأن اللجنة المحكمة أخفقت في اختيار العمل الفائز, لكن في ظل مثل هذا النقاش، لا ننتبه إلى أن مسألة التذوق الأدبي لا يمكن الإجماع عليها في كل المسابقات، وأن لكل لجنة جائزة اعتباراتها, برغم ما يفترض أن يتوافر من مقومات في الأعمال الأدبية المشاركة, وفي رأينا أن الروائيين الخمسة الباقين فازوا بترجمة رواياتهم أيضاً إلى لغات رئيسة أخرى، وأنه برغم الفارق المالي مع صاحب الجائزة، لكن رواياتهم وهم، ظلوا في منأى عن السجال الذي أغلبه غير مجدٍ، والذي لا ننفي أن في بعضه وجهاً من الحق.
2
بعض الحوارات التي تقام مع بعض الأدباء الذين كبروا في السن، وهم أصحاب تجربة طويلة ومتعددة، ما هي إلاّ بعض من سيرة ذاتية جرى عليها بعض التحرير، ثم نشرت, وما يكشف ذلك أن معظم الإجابات تفضح صاحب الإنجاز الخطير، فلا ينتبه إلى أن الإجابات لا تستوفي فقرات الأسئلة، وهي تحدث ربما لمرة واحدة في أي حوار، لكن أن تتكرر مع كل إجابة عن كل الأسئلة! ما يعني أن الزميل الذي حاول أن يخدع القرّاء كشف استسهاله ومحاولة تقديم ذاته بصورة المتابع والمتعمّق بأدب من اختاره للحوار، وتوّهم أن لوحة نشاط الأديب غير مبذولة لغير حضرته، وأنه أول من اكتشف هذا الكنز.!
3
صدرت مؤخراً مختارات شعرية بعنوان « فرائد القصائد في المضمون الاجتماعي» إعداد كاتبين، كما كنا قد قرأنا كتاباً آخر صدر منذ فترة ليست بالبعيدة باسم « الديوان السوري المفتوح» من إعداد شاعر، وثمة كتاب آخر غاب اسمه عن ذاكرتنا, وثمة منتخبات شعرية تراثية، لا تزال تصدر، وهي منذ أقدمها «المفضليات وصولاً للحماسات الكبرى والصغرى», وحتى أحدثها، كانت العين التي اختارتها، أكثر موضوعية بتذوقها، في حين غلبت الذاتية وعلاقات الصداقة على الاختيارات من الشعر الحديث، لشعراء ما زالوا على قيد الحياة.