المستقبل .. رسالتنا جميعاً
اليوم ومنذ الصباح الباكر توافد السوريون في كل المحافظات إلى المراكز الانتخابية ليقولوا كلمتهم، كلمة الفصل لاختيار رئيسهم للمرحلة القادمة، والذي يعدّ نصراً سياسياً للبلد والشعب الذي صمد وقاتل بكل الوسائل جحافل الإرهابيين ومن ورائهم كل الدول الداعمة للإرهابِ.
نعم جاؤوا ليقولوا: “لا” لكافة أشكال الضغوطات وممارسات فرض الهيمنة الأمريكية ومن خلفها الدول الغربية، فتلك الدول لم تألُ جهداً ولا طريقة إلا واستخدمتها لمنع قيام هذه الاستحقاق، نعم جاؤوا من كل حدب وصوب ليقولوا: نعم للمضي قدماً في استكمال بناء الدولة، وممارسة حقهم في الانتخاب ،حقهم في بناء المستقبل لهذا البلد الذي عانى شتى أنواع الظلم والعذاب.
هذا اليوم الذي راهن فيه الكثيرون على أنه لن تقوم له قائمة، وحاولوا بكل الوسائل وضع العراقيل والصعوبات لكي لا يحدث ذلك ، لكن بقوة و عزيمة هذا الشعب وصمود إرادته التي لا تلين أثبت السوريون في الداخل والخارج أنهم يتطلعون إلى هذا اليوم ليقولوا رأيهم وليثبتوا للعالم أنه ورغم كل التحديات وكل الصعوبات والأشواك التي زرعت في دروبهم ، ورغم كل أشكال الحصار الظالم الذي فرضته أمريكا والدول الغربية ومن لفّ لفيفها من الدول العربية، والتي أدت إلى فقدان الكثير من المواد الأساسية والمشتقات النفطية، وكانت السبب في الغلاء الفاحش للكثير من المواد ، رغم كل ذلك هم ماضون في مسيرتهم للبناء والازدهار الاقتصادي بكافة مجالاته.
لقد انتصرت سورية في حربها ضد الإرهاب بسواعد جنودها وإرادة شعبها القوية، واليوم تتوج نصرها بالنصر السياسي بإقامة الانتخابات الرئاسية في موعدها لتثبت للعالم إرادتها الحرة رافضة كل الإملاءات ، ولا بد من استمرار مسيرة النصر في المستقبل ، وهذا لن يتحقق إلا بالعمل الجدي ، من أجل بناء اقتصاد قوي ومجتمع متماسك، وبتضافر جهود الجميع فكل شخص يجب أن يعمل من موقعه وأن يخلص لعمله، هكذا يمكن تحقيق الرسالة التي يحملها الرئيس لبناء سورية الحديثة التي نريد، فالمستقبل القادم هو رسالتنا جميعاً.