من مقومات الدول العظمى وأسباب قوتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وعلى جميع المستويات هو معدل إنتاجها القومي الذي يرتبط بجهد وثقافة كل مواطن فيها وأعتقد بأن قوة الدولة ومكانتها الاقتصادية مرتبطة بقدرة مواطنيها على الإنتاج وكلما كان عدد المواطنين المنتجين أكبر من المواطنين المستهلكين كانت الدولة قوية ولها مكانتها ، صحيح أن هناك إنتاجاً يمتاز بطابع نوعي حيث إن بعض الدول تتميز بإنتاج الزراعة بينما دول أخرى تمتاز بصناعة التكنولوجيا ..وهكذا …ولكن يبقى الإنتاج على جميع صعده هو المعيار الحقيقي لقوة أي دولة ، والإنتاج يبدأ بأشياء صغيرة جداً وصولاً إلى المنتجات العملاقة التي تستطيع الوصول إلى مناطق كثيرة من العالم ، فالإنسان الذي يحافظ على البيئة هو إنسان منتج والذي يهتم بزراعة حديقته ويستطيع الاستفادة منها هو منتج والذي يحافظ على النظافة أمام منزله أو محله هو منتج …وهكذا وصولاً للإنسان الذي يعمل بمصنع لإنتاج المعدات الثقيلة كل أولئك منتجون حتى أحياناً الكلمة الطيبة والتصرف اللبق يعدان من المنتجات الجميلة ، والإنسان المستهلك يبدأ بالإنسان المتسول والوصولي والذي يقضي جل وقته بالبحث عن المساعدات الإنسانية أمام منازل ومتاجر المواطنين والجمعيات الخيرية والمنظمات المانحة وهو بكل قدرته وعافيته البدنية ويستطيع أن يعمل في عدة مواقع ولكنه أستمرأ هذا النوع من المعيشة.. والتي تتقصد الكثير من الدول أن تعلم هذه الأشياء إلى شريحة واسعة من مواطنينا ليعتادوا الكسل والاستهلاك….. وصولاً إلى المواطنين الفاسدين فكل أولئك مستهلكون … وعندما يزداد عدد المستهلكين على عدد المنتجين تدخل الدولة في مرحلة الفشل على مراحل لذلك لابد علينا جميعاً أن نتعلم الإنتاج مهما كان نوعه ، وأعتقد ومن وجهة نظر شخصية بأن كل إنسان معافى وسليم قادر على التسول هو غير محتاج ولكنه وجد أن هذا النوع من الإنتاج سهل ويدر الكثير من الأموال ولو على حساب كرامتهم ، وهناك الكثير من المحتاجين الذين لاتسمح لهم أنفسهم وكرامتهم بمد أيديهم للتسول والذين قال عنهم الله جل جلاله في كتابه العظيم (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف) صدق الله العظيم …ودمتم.