سيف القدس

العدوان الوحشي الصهيوني على غزة والشعب الفلسطيني تحول إلى حالة من الهستيريا أصابت جيش الاحتلال الإسرائيلي بجنون في القتل والتدمير وسفك الدماء والقصف بمئات الغارات، فوصل عدد الشهداء إلى المئات، والجرحى إلى الآلاف ودمروا المؤسسات والبنى التحتية والمنازل على رؤوس ساكنيها .
لقد ارتكب العدو الاسرائيلي مئات المجازر والفظائع التي تعيد إلى الذاكرة تلك الجرائم الدموية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية أيام النكبة قبل 73عاماً فالعدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني ما زال مستمراً منذ أكثر من سبعة عقود من دون توقف .
لكن هذا لم يمر من دون ردٍّ فلسطيني مزلزل، والرد هذه المرة لم يتوقعه العدو ولم يكن في حسبان رئيس حكومة الاحتلال الأرعن بنيامين نتنياهو، فقد بدأت المقاومة الفلسطينية عملية سيف القدس بإمطار المستوطنات الإسرائيلية و تل أبيب بمئات الصواريخ النوعية وجاء إطلاق المقاومة لصاروخ «عياش 250 كم» ليشكل مفاجأة مرعبة للقيادة الإسرائيلية التي وجدت نفسها أمام شلل في جميع المطارات التي قصفتها صواريخ المقاومة لأول مرة ووجدت معظم الإسرائيليين يدخلون الملاجئ ولا يغادرونها ووجدت أن حياة الكيان الاقتصادية قد تعطلت وأن نتنياهو وأصحاب الرؤوس الحامية في تل أبيب وقعوا في شرِّ أعمالهم .
صحيح أن خسائر الشعب الفلسطيني كبيرة ومؤلمة ، وأن فاتورة العدوان هذه المرة باهظة جداً لكن قضية القدس وقضية فلسطين عادتا للصدارة عالمياً وازداد التضامن مع الشعب الفلسطيني في كل بلدان العالم أضعاف ما كان عليه، ونسفت صواريخ المقاومة كل ما بنى عليه الاحتلال ومن يقف خلفه من أوهام ، من صفقة القرن ومحاولة شطب القدس من الذاكرة وضم الضفة الغربية والتوجه للتطبيع بغرض تصفية القضية الفلسطينية .
لقد حرّكت الهبّة الأخيرة الوجدان العربي من الأعماق بعد أن كادت عوامل النسيان أن تبعد الأجيال العربية عن قضيتها العربية فعادت البوصلة نحو القدس وفلسطين أقوى من أي وقت مضى ولن يحصد نتنياهو من هذه العربدة الحمقاء إلّا الخزي والهزيمة والعار ولعنة التاريخ.
tu.saqr@gmail.cm

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار