استحقاق ليس كغيره
يتسم الاستحقاق الرئاسي السوري هذا العام بسمة بارزة، أنه يعتبر كمحطة تتوج النصر على الحرب الإرهابية العسكرية وداعميها ضد الدولة سورية، وخاصة أنه يأتي بعد مراحل من استهدافات متتالية عسكرية واقتصادية ودعائية على سورية ومؤسساتها، لمنع الدولة السورية من الوصول إلى هذه المحطة الدستورية.
الاستحقاق في موعده الدستوري يؤكد قوة وسلامة الموقف الوطني من حيث صيانة الدستور والالتزام بمقتضياته مهما كانت الضغوط، فهو استحقاق ليس كغيره لمعانيه الوطنية والدستورية، بينما في الجهة المقابلة كشف الاستحقاق الغطاء والأقنعة عن منْ حارب الدولة السورية ويدعي منذ سنوات أنه يلتزم بصناديق الاقتراع حكماً يفصل بين منْ يريد الدولة ودستورها المتفق عليه بالأغلبية، وبين من يحاول هدم مؤسسات الشعب الرسمية والخاصة بدعم من قوى خارجية.
هنا القرار سيادي وما يعاكس ذلك غير مهم مادام القرار سورياً، ويأتي نتيجة جهود الدولة رسمياً وشعبياً لصون البلد وحماية سيادته من تدخلات خارجية بطرق مباشرة، كالتعليقات الفارغة من ساسة ووسائل إعلام غربية ومن يدور في فلكها، أو غير مباشرة كالعقوبات الاقتصادية والضغوط القصوى على المواطن السوري حتى يذهب بالاتجاه المراد له من الحكومات المعادية، لكن الفشل الذريع كان حليف هذه التوجهات.
من الطبيعي أن تذهب بعض الدول إلى التهجم على الاستحقاق السوري، لكن الإشارة فقط إلى دور هذه الدول في الحرب الإرهابية الكونية على سورية يكفي لبطلان مزاعمها، فهذه الدول هزمت بهزيمة وكلائها من الإرهابيين وأنه من طبيعة الساقطين الإمعان بجريمتهم إلى أبعد مدى، فما لم يحصلوا عليه بالحرب لن يستطيعوا الوصول إليه بطرق أخرى يحاولون سلكها.
السوريون مقبلون على مرحلة جديدة لا تقطع مع الماضي، وإنما تكمل ما قد تم التأسيس له خلال مراحل سابقة وبخاصة إذا كان هدف المرحلة المقبلة هو إعادة الإعمار، إعمار النفوس كما إعمار ما تهدم من بنى تحتية نتيجة الحرب على سورية.
بضعة أيام تفصل البلد عن صناديق الاقتراع التي يقرر فيها الشارع السوري ما يريد وهو أحق بقول كلمته التي يراها مناسبة، ومهما كانت فهي مصانة بالدستور.