حي الشيخ جراح.. حكاية صمود فلسطيني بمواجهة جرائم التطهير العرقي الإسرائيلية
حرب التطهير العرقي والتغيير الديمغرافي التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في القدس المحتلة تتواصل حيث صعد ممارساته العدوانية بهدف تهجيرهم من منازلهم والاستيلاء على أراضيهم وتهويدها وإنهاء الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة وطمس معالمها الحضارية وتزوير تاريخها.
حي الشيخ جراح الذي يقع في الجهة الشمالية من البلدة القديمة في القدس أنموذج لسياسة التهجير ضد الفلسطينيين حيث تحيط بهذا الحي المستوطنات من جميع الجهات لمحاصرة الوجود الفلسطيني في المنطقة لكن الفلسطينيين يواجهون ذلك بالصمود في وجه الاحتلال من خلال التشبث بأرضهم رغم كل ممارسات الاحتلال القمعية.
الاحتلال شرع في تنفيذ مخططات التهجير القسري لنحو 550 فلسطينياً من الحي وسط رفض فلسطيني ترجم لمظاهرات واعتصامات مستمرة في القدس والضفة وقطاع غزة دعما ومناصرة لأهالي حي الشيخ جراح في معركتهم ضد الاحتلال.
المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي أكد في بيان أن سلطات الاحتلال ترتكب جريمة تطهير عرقي وتمييز عنصري بحق الفلسطينيين في القدس المحتلة أمام صمت العالم ومؤسساته الرسمية مشدداً على أن الشعب الفلسطيني سيواصل الصمود لإفشال مخططات الاحتلال الرامية لاقتلاعه من أرضه.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قالت في بيان لها: إن مخطط تهجير أهالي الشيخ جراح استكمال لحرب التهويد المستمرة التي تستهدف مدينة القدس لتغيير واقعها العمراني والسكاني والجغرافي عبر محاصرتها بالاستيطان بهدف عزلها عن باقي الضفة مؤكدة أن سياسة الصمت واللامبالاة من المجتمع الدولي حيال العدوان السافر على القدس تشجع الاحتلال على مواصلة إجراءاته التهويدية والعنصرية.
مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر بين في تصريح لمراسل «سانا» أن فصول مخطط الاحتلال الاستيلاء على 28 منزلا وعقارا في حي الشيخ جراح وتهجير نحو 550 فلسطينياً بدأت قبل أكثر من عشر سنوات حيث قام بتهجير عائلات عدة من منازلها لافتا إلى أن ما يحدث حالياً هو استكمال للمخطط الاستيطاني التهويدي بهدف إحكام الحصار على البلدة القديمة من الجهة الشمالية وتفتيت جغرافية مدينة القدس من خلال عزل أحيائها عن بعضها.
وأشار خاطر إلى أن الاحتلال ينفذ حالياً حزاماً استيطانياً يمتد من حي الشيخ جراح حتى وادي الجوز وهذا يعني تنفيذ أكبر عملية تهجير جماعية للفلسطينيين من البلدة القديمة لتغيير معالمها الحضارية والتاريخية فيما يلتزم المجتمع الدولي الصمت تجاه جرائم الاحتلال.
أوضح مدير مركز معلومات وادي حلوة جواد صيام أن أهالي حي الشيخ جراح يخوضون معركة وملحمة صمود اسطورية في وجه الاحتلال على مدى خمسة عقود لإفشال مخططات التهجير والاقتلاع مشيرا إلى أن الفعاليات التضامنية والمسيرات الشعبية ستتواصل خلال الأيام القادمة.
وطالب صيام المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف عمليات التهجير القسري في حي الشيخ جراح وعموم مدينة القدس التي ينفذ فيها الاحتلال عمليات هدم واسعة منذ بداية العام الجاري طالت عشرات المنازل.
من جانبه المختص بشؤون القدس فخري أبو ذياب بين أن مخطط الاحتلال التهويدي لا يقتصر على الاستيلاء على 28 منزلاً في حي الشيخ جراح بل تهجير جميع الفلسطينيين من الحي وصولاً إلى حي البستان وبالتالي تهجير آلاف الفلسطينيين من منازلهم واستكمال إقامة المخطط الاستيطاني في محيط البلدة القديمة.
واشار ذياب إلى أن الاحتلال يحاول تزوير تاريخ وحضارة حي الشيخ جراح الذي يمتد عمره لأكثر من تسعة قرون فهو يعد من أعرق وأقدم المناطق التاريخية والحضارية في القدس مؤكداً في الوقت ذاته أن معركة الصمود والثبات التي يخوضها أهالي الحي مستمرة حتى طرد هذا المحتل الذي يرتكب جرائم حرب بتهجيره العائلات الفلسطينية من منازلها.
مدير عام دائرة الخرائط والمساحة في بيت الشرق بالقدس المحتلة خليل التفكجي أوضح أن أهالي حي الشيخ جراح والمؤسسات الحقوقية الفلسطينية بعثوا رسائل عاجلة إلى منظمات أممية ودولية تطالبهم بحث المحكمة الجنائية الدولية على فتح تحقيق عاجل في التهجير القسري الذي يمارسه الاحتلال بحق الفلسطينيين مشيرا إلى أن الفعاليات والاعتصامات المناصرة والداعمة لأهالي حي الشيخ جراح ستفشل في النهاية كل مخططات الاحتلال التهويدية.