عيد العمل والأمل

أول ما يجب التفكير بهم وتذكرهم كلما طلع فجر الأول من أيار هم الشهداء؛ الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن العزيز والغالي .. شهداء الجيش العربي السوري الذين تنحني لهم الهامات إجلالاً وعرفاناً بتضحياتهم وإنجازاتهم من أجل أن تستمر حياة السوريين عزيزة كريمة.
ننحني أمام بطولات جيشنا الباسل أثناء تلقين المعتدين، على اختلاف انتماءاتهم وتعدد داعميهم وتطرف تفكيرهم الإرهابي والاستعماري المحتل، دروساً في الوطنية المطلقة والبسالة المنقطعة النظير في الدفاع عن أرض سورية الطاهرة وأبناء سورية الأوفياء وسماء سورية الأبية.
وفي هذا اليوم تتقاطر في ذاكرة كل سوري ملاحم جنود الجيش العربي السوري التي سطروها ضد الإرهاب والاحتلال؛ لنعيش هذه الأيام عرس الانتخابات الرئاسية؛ متسلحين بالأمل القادم والعمل الدائم والخير الوفير في ربوع الوطن على امتداد الحقول والمعامل والأسواق بواكير خيرات أنتجها الفلاحون والعمال بسواعدهم السمراء وأيديهم المباركة مبشرة بعودة الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي الوطني.
كما نتذكر بطولات عمال الكهرباء والهاتف والمياه والنفط والبناء والطرقات …إلخ، التي خطّوها بدماء القلوب وعرق الجباه على صفحات التاريخ طوال السنوات الماضية؛ من أجل تركيب مركز تحويل كهربائي دمرته التنظيمات الإرهابية؛ أو إعادة وصل خط مياه فجرته هذه التنظيمات بعبوة ناسفة؛ أو تشغيل بئر نفط على مرمى الإرهابيين، فكان منهم الشهداء والجرحى بالعشرات وسط عزيمة لا تلين من الإقدام والتفاني بالعمل اليومي؛ وأحياناً خارج أوقات الدوام الرسمي؛ وفي أيام العطل الأسبوعية والأعياد؛ من دون سؤال عن تعويضات أو حوافز مادية؛ همهم الوحيد عودة الإنارة والمياه والاتصالات إلى المنازل والمنشآت والمعامل والمستشفيات؛ وتزويد السيارات بالوقود ليستمر شريان الاقتصاد والإنتاج والتنقل ينبض على مدى ساعات اليوم من دون ازدحام ولا انقطاع؛ وتوفير مستلزمات العلاج والعناية بالمرضى في المشافي والمراكز الطبية.
إنهم عمال سورية، وجنودها الأوفياء؛ الذين لبوا نداء الواجب الوطني على جميع الجبهات، والباقون على العهد في شحذ الهمم ومواصلة التدريب وتعزيز الخبرات والقوة من أجل الاستمرار بالعطاء وزيادة الإنتاج وتطوير العمل واستكمال الانتصار بما يليق بدماء الشهداء الذين ارتقوا لأجل عودة الأمان والاستقرار لربوع سورية الغالية بعد القضاء على جميع الإرهابيين وطرد آخر جندي من قوات الاحتلالات الصهيوني والأمريكي والتركي من جميع الأراضي السورية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار