نحو ذروة جديدة ..!
مع عودة منحى الإصابات بفيروس كورونا إلى الارتفاع؛ متجهاً نحو تسجيل ذروة جديدة للجائحة في سورية؛ قد تكون حصيلتها أسوأ من سابقتها على مستوى عدد الوفيات وخطورة الحالات، تتجلى شراسة الحملة الإمبريالية وسياسة التوحش والاستعمار الغربي في أقبح صورها وأبشع وسائلها الاستهدافية؛ مُواصِلةً سياسة التجويع والخنق والقتل ضد الشعب العربي السوري عبر الوسائل المباشرة بالاعتداءات الصهيونية، وعبر التنظيمات الإرهابية التي أنتجتها سياسات تلك الأنظمة المعادية، وبالوسائل غير المباشرة متمثلة في فرض أقسى الإجراءات القسرية أحادية الجانب والحصار الجائر وسرقة مصادر عيش السوريين من قمح ونفط وموارد معيشية أخرى.
والمعيب أنه بدل أن تستجيب الإدارات الأمريكية والأوروبية لمطالبات إنسانية عالمية كثيرة برفع الحصار الظالم عن الشعب السوري نرى هذه الإدارات تتغول في إجراءاتها العدوانية ضد بلدنا .. وما الرسالة التي وجهتها أكثر من 500 شخصية من كل أنحاء العالم إلى البابا فرنسيس تدعوه فيها إلى بذل الجهود لرفع الإجراءات الاقتصادية القسرية الجائرة التي تفرضها دول غربية على الشعب السوري وتستهدفه في لقمة عيشه إلا صورة جامعة للوجدان الإنساني العالمي؛ ومرافعة علنية تقدمها هذه الشخصيات أمام محكمة التاريخ ضد الدول التي تخالف القانون الإنساني الأممي؛ وتتسبب بمأساة إنسانية تتجه إلى وضع كارثي في سورية من جراء نقص الغذاء والدواء والمواد الإنسانية الأخرى في حال لم يتم التعامل معها على وجه السرعة؛ ولا سيما مع قيام بعض قوى الهيمنة بالعمل على تصعيد هذه العقوبات التي تستهدف الشعب السوري.
التاريخ يسجل أسوأ معاملة دولية تحصل في القرن الحادي والعشرين؛ حيث العالم كله في غرفة العناية المشددة يصارع الموت طلباً للحياة وسط وباء لم يُعرف له حتى اليوم علاج شامل ولا اتفاق واضح بشأن لقاح يخضع لمزاجية السياسة أكثر من إنسانية الأطباء، فيما الشعب السوري يكافح الإرهاب ويحارب أدواته وتنظيماته بالنيابة عن العالم، لكن بدل أن يقف هذا العالم إلى جانب سورية ويقدم لها جميع أنواع الدعم نجد بعض الدول تزيد من إجراءاتها القسرية وتصعّد من حصارها الجائر ضد الشعب السوري في تطور لافت لسياسة الهيمنة والتسلط والنهج الاستعماري والاستغلالي لفرض الفكر الليبرالي الحديث على نحو أشد عدوانية تتجاوز حدوده الجرائم العسكرية إلى مستويات لا إنسانية تستهدف صحة ولقمة عيش المواطن في سورية.