عيدكم مبارك بناة الأجيال
يفنون عمرهم في تربية الأجيال، وسلاحهم القلم والقرطاس لتقديم المعرفة للطلبة في كل زمان ومكان، ولسان حالهم الوفاء والالتزام في شرف المهنة التي اختاروها ليبنوا الأوطان، فهم عمادها وركائزها المتينة.
لا يملون، فالحياة علمتهم أن يكون الصبر مفتاح نجاحهم، وبمقدار تواصلهم مع أبنائهم الطلبة تكون الغلة وفيرة في المستقبل الذي يعد بالطبيب والمهندس والمعلم والحرفي والمبدع في مجالات الحياة شتى، ليشعر عندها بالطمأنينة حين يشاهدون أبناءهم الطلبة، وقد حققوا الأماني والتطلعات، وفي العلم تسمو الأمم وترتقي الشعوب، وتحقق ما تصبو إليه من تطور وازدهار.
عهداً خطوه أن يهزموا الجهل، ويزرعوا فينا الأمل والمحبة وأن المستقبل المشرق قادم لا محالة، إذا ما امتلكنا ناصية العلم والمعرفة، وبهما نحلق في ركب الحضارة.
أسارير ضحكتهم تملأ وجوههم التي ارتسمت عليها خطوط السنوات القاسية في الكد والتعب، وبذل كل جهد ممكن لزرع الابتسامة على وجوهنا.
ما أنبل بناة الأجيال في عيدهم، ولنعمل على تحويل كل أيامهم لأعياد، فهم يستحقون ذلك وجديرون، قياساً للعطاء الكبير الذي يقدمون في ساحات عملهم المختلفة في المدارس والمعاهد والجامعات.
الأوطان تقوم على ثلاثة: فلاح يغذي، وجندي يحمي، ومعلم يربي، ومهمة الأخير أن يزرع الصحراء، لا أن يقتلع الحشائش الضارة من الحقول، “فمن علمني حرفاً كنت له عبداً، والمعلم ناسك انقطع لخدمة العلم، كما انقطع الناسك لخدمة الدين”.
فتحية لمن ينيرون الطريق لأبنائنا، ولمن يزرعون القيم النبيلة، ومعاني الانتماء للوطن الغالي، وهنيئاً لكم في عيدكم بالمرسوم رقم 88 للعام الحالي الصادر عن السيد الرئيس بشار الأسد القاضي بـرفع أجور الساعات التدريسية للمكلفين بالتدريس في مدارس التعليم الأساسي، والتعليم الثانوي، وفي جميع مدارس ومراكز التدريب المهني لدى جميع الجهات العامة في الدولة، سواء أكانوا من داخل الملاك، أم من خارجه، وذلك وفقاً للشهادة العلمية التي يحملونها.
لقد أنصف المرسوم شريحة كبيرة من المعلمين المكلفين، من خلال مضاعفة أجورهم بالساعات التدريسية كل حسب اختصاصه، وتالياً تحسين الوضع المعيشي والمعنوي لهم، وحافزاً لتطوير وتحسين أدائهم في حقل التعليم، فعيدكم مبارك يا بناة الأجيال.