المشاركون في ندوة جمعية الصداقة الفرنسية -السورية: ما تتعرض له سورية من حرب إرهابية يشبه حرباً عالمية مصغرة
أدان المشاركون في ندوة جمعية الصداقة الفرنسية السورية العقوبات الغربية المفروضة على سورية مؤكدين أن ما تعرضت له من حرب إرهابية تشبه حرباً عالمية مصغرة نتيجة لصراع دولي وأن الدولة السورية صمدت في وجه هذا الإرهاب.
ولفت المشاركون في الندوة التي عقدت عبر تطبيق زوم وضمت نحو 120 شخصية سياسية وفكرية بمناسبة مرور عشرة أعوام على الحرب الإرهابية على سورية إلى أن حلف شمال الأطلسي لعب دوراً خطيراً جداً في تلك الحرب وأن سورية ضحية حملة عسكرية غربية منظمة وحملة إعلامية ممنهجة وحصار اقتصادي جائر.
أيريك دينيسي مدير المركز الفرنسي للابحاث والاستخبارات والذي نشر عشرات المقالات والكتب عن الحرب والمجتمع في سورية قال.. اننا نشهد في سورية حرباً عالمية مصغرة لا بل أطول من الحربين العالميتين وأن سورية تتعرض للاعتداء من كل جيرانها لكنها صمدت دون أن يطرح الرأي العام العالمي أي سؤال عن ثبات الدولة السورية.
وتساءل دينيسي.. لو كانت الدولة السورية تحكم بنظام ديكتاتوري كما يدعون فكيف يصمد بلا الشعب، مؤكداً أن سورية ضحية حملة عسكرية منظمة وحملة إعلامية ممنهجة وحصار اقتصادي وطبي وإنساني خطير أضيفت إليها حرب كوفيد 19 /كورونا/.
من جهتها قالت الباحثة كارولين غالاكتيروس رئيسة مركز أبحاث «جيوبراغما» .. إن ما حصل في سورية هو تعبير عن غضب غربي بسبب فشله في تنفيذ سياسة الأطلسي في المنطقة وخططه الخطيرة ضد الصين وروسيا وأن سورية تدفع ثمن الاستراتيجية الاوراسية وأن مستقبل الشعب السوري لا يهم الغرب.
وأضافت أن روسيا تسعى للقيام بدور جيد لحل الأزمة في سورية من خلال تعزيز العمل مع الشركاء وتكثيف الاتصالات مع دول المنطقة مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن سيعيد المحافظين الجدد الى المنطقة وبالتالي ستتعقد الأمور أكثر.
وانتقدت غالاكتيروس الدور الفرنسي في سورية مؤكدة أن باريس فقدت مصداقيتها وأضاعت الاخلاق والمبادئء التي بنيت عليها الثورة الفرنسية بدعمها التنظيمات الارهابية المسلحة مؤكدة انه ليس لفرنسا أي مصلحة أخلاقية أو سياسية أو استراتيجية أو عسكرية للمشاركة في الاستراتيجيات الدولية الخطيرة بل كان عليها دعم الشرعية الدولية منذ البداية واصفة السياسة الفرنسية بالغباء الاستراتيجي.
ودعت غالاكتيروس الى الابتعاد عن النهج الامريكي في فرض العقوبات وقانون «قيصر» والى ضرورة العمل مع روسيا واعادة فتح السفارة السورية في باريس.
بدوره النائب السابق جيرار بابت رئيس فريق الصداقة الفرنسي السوري بيّن انه نتيجة للعقوبات الغربية فقدت أدوية الأمراض المستعصية في سورية وبينها أدوية معالجة السرطان مشيراً الى ما تتعرض له سورية من قلة في توفر الوقود والكهرباء والغذاء وحليب الاطفال والقمح جراء الحصار لافتاً الى أن قوات الاحتلال الامريكي حرقت حقول القمح في الجزيرة السورية ومنعت الشعب السوري من موارده الطبيعية داعيا الى وقف ما سماه القتل الجماعي للناس فوراً.
من جهته أحمد مناعي رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية والعضو السابق في فريق المراقبين العرب والدوليين الى سورية أكد انه ومنذ عام 2011 كان هناك آلاف المسلحين في حمص وأن عمليات نهب وتخريب قاموا بها ما يدحض سلمية ما يدعون.
وكشف مناعي أن ارهابيين مسلحين ذهبوا الى درعا قبل بدء المعارك فيها وتسللوا الى مناطق عديدة وبينها المسجد العمري وبدؤوا المشاكل من هناك.
وأكد مناعي أن السلطات السورية لم تمنعهم من العمل حينما كان في اللجنة وكانت لهم الحرية الكاملة وقال: ذهبت إلى الحسكة والقامشلي حيث كانت الأوضاع شبه هادئة لكن كانت تتم عمليات خطف جنود الجيش السوري لمنعهم من العودة إلى صفوفه والمطالبة بفدية من أهلهم.