الدفاعات الجويّة السورية تثبت قدراتها العالية في إفشال الاعتداءات الإسرائيلية
مع كل عدوان إسرائيلي تثبت الدفاعات الجوية السورية قدرتها العالية على ردع العدوان والتصدي بكفاءة عالية للصواريخ المعادية التي تعترض معظمها وتسقطها في الأجواء، ما دفع الإعلام المعادي إلى التساؤل عن جدوى هذه الاعتداءات في ظل القدرة الكبيرة للدفاعات الجوية السورية التي تزداد قوة بالرغم من عشر سنوات من الحرب الإرهابية التي تعرضت لها البلاد.
وتحولت هذه الاعتداءات وفق متابعين للأوضاع في المنطقة إلى حالة جدل داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي، بعدما كشف الخبراء العسكريون أن هذه الاعتداءات تخرج بصفر نتائج.
وفي هذا السياق، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني العميد الركن المتقاعد أمين حطيط لوكالة «سانا» أن نجاح الدفاعات الجوية السورية في إسقاط ما يتجاوز الـ 85 في المئة من صواريخ العدو الإسرائيلي عند كل عدوان يتسبب في منع «إسرائيل» من تحقيق الأهداف التي ترسم لهذا العدوان، إذ يرسم هذا التصدي السوري حدود المرحلة الجديدة التي فاجأت «إسرائيل».
ويذهب حطيط إلى ما هو أبعد من ذلك بالقول: إن التصدي السوري يحرم العدو الإسرائيلي من ورقة استراتيجية يحاول الاحتفاظ بها وتعزيزها باستمرار، فالعدو الصهيوني الذي اعتمد في تدخله في الحرب التي شنت على سورية منذ عشر سنوات استراتيجية تقوم على التدخل الممنهج في الميدان إثباتاً للوجود وتدميراً للقدرات الدفاعية وخاصة منظومة الدفاع الجوي السوري ورفعاً لمعنويات الإرهابيين وتأثيراً في عمليات الجيش العربي السوري في محاربته للإرهاب وتطهير الأرض السورية منه، فضلاً عن رغبة «إسرائيل» في منع سورية من استثمار انتصاراتها وعودة الحياة الطبيعية إلى ربوعها، ولهذا كانت «إسرائيل» تكثف اعتداءاتها في كل مرة ترى فيها تعاظم الانتصارات السورية في الميدان.
ويرى حطيط أن سورية تمكنت في فترة سابقة من ترميم منظومة دفاعها الجوي بشكل فاعل، وأسقطت طائرة إسرائيلية من نوع «إف 16» الأمر الذي أغلق مجالها الجوي في وجه الطيران الإسرائيلي، لافتاً إلى أن الدفاعات الجوية السورية ترتقي اليوم في دفاعها وتحكم إقفال سمائها في وجه الصواريخ الإسرائيلية وتجرد «إسرائيل» من ورقة التدخل العدواني فيها، كما تؤكد قراراً حاسماً مؤيداً أيضاً من حلفائها بقطع اليد الإسرائيلية التي تمتد للعب بأمن سورية وسلامتها.
وبالرغم من أن الاعتداءات الإسرائيلية بالصواريخ قد تتواصل تحت ذرائع وحجج واهية بالتوازي مع الإرهاب الاقتصادي الذي يمارس ضد الدولة السورية، فإن نجاح الدفاعات الجوية السورية في إسقاط صواريخ العدوان يجرد «إسرائيل» من ورقة العدوان على سورية، ويعزز فرص نجاح سورية في خططها العسكرية لاستعادة ما تبقى من أرض يفسد الإرهابيون أمنها، وفق العميد حطيط.
ورأى الخبير العسكري اللبناني أن سورية حققت قفزة نوعية في حربها الدفاعية وتمكنت من الانتقال إلى مرحلة واعدة تقلق العدو الإسرائيلي ولا سيما بعد العدوان الأخير على ريف دمشق، مؤكداً أن سورية تؤكد مرة أخرى صوابية استراتيجيتها الدفاعية التصاعدية في مواجهة العدوان وحماية أرضها وسيادتها وقرارها المستقل.
وتصدت وسائط دفاعنا الجوي أمس لعدوان إسرائيلي من اتجاه الجولان السوري المحتل على بعض الأهداف في محيط دمشق، وأسقطت معظم صواريخ العدوان واقتصرت الخسائر على الماديات.