أمريكا تسرق قمحنا ونفطنا
عشرات الشاحنات تخرج بشكل شبه يومي من الجزيرة السورية باتجاه الأراضي العراقية ومثلها تغادر باتجاه تركيا محملة بمئات الأطنان من القمح السوري المسروق من الصوامع الموجودة في الحسكة والقامشلي وشمال حلب.
وبالتوازي مع نهب القمح تقوم قوات الاحتلالين الأمريكي والتركي بسرقة النفط السوري عبر عشرات الصهاريج التي تخرج يومياً إلى قواعدها العسكرية في المنطقة.
طبعاً العالم كله شاهد الصور الفضائية والفيديوهات الأرضية التي وثقت هذه الجرائم، ويعرف أنها تعدّ خرقاً كبيراً للقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والقرارات الأممية، التي تدعو إلى عدم تجويع الشعوب ونهب مواردها الطبيعية .. لكن من دون أن يبادر هذا العالم – الذي يمول عشرات المنظمات الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان – بالوقوف إلى جانب الشعب السوري ضد هذه الجرائم اللاإنسانية للاحتلالين الأمريكي والتركي وكأنه في صمته المطبق يشارك في عمليات النهب المستمرة لمصادر عيشنا.
والأنكى من ذلك أن المحتلين لم يكتفيا بممارسة النهب الوقح للقمح والنفط السوريين بل أطلقوا العنان لفضائيات إعلامهم الكاذب من أجل فبركة البرامج وعقد ندوات التضليل وحوارات النفاق حول معاناة الشعب السوري من نقص المشتقات النفطية والطحين وما رافقها من ازدحام على محطات الوقود والأفران، وكأن هذه المعاناة لم تكن من صنع حقدهم وعدوانهم ودعمهم اللامحدود للتنظيمات الإرهابية التي دمرت وقتلت وحرقت الحقول والمنازل والبنى التحتية والمنشآت الإنتاجية والخدمية وخربت المدارس والجامعات وفجرت المستشفيات والمراكز الصحية على مدى السنوات الماضية، وعندما عجزت عن كسر إرادة الحياة والصمود والانتصار لدى الشعب السوري حضر الاحتلالان الأمريكي والتركي إلى الأراضي السورية ليكمل الحرب الإرهابية مستخدمين سياستهما العدوانية في حرق حقول المحاصيل الزراعية من قمح وشعير وقطن ثم نهب ما لم يستطعوا حرقه عبر إخراجه بالشاحنات والصهاريج.
إنهم يسرقون لقمة عيش السوريين ومصادر دخلهم ووسائل تدفئة أطفالهم ووقود تشغيل محطات توليد الكهرباء و ضخ مياه الشرب ويقطعون الطاقة عن المشافي ومعامل الأدوية والغذاء والسلع الأساسية وعندما يعاني السوريون من هذه الجرائم يزوّرون الحقائق عبر إعلامهم المضلل، متناسين أن سورية قبل حربهم الإرهابية عليها كانت مكتفية ذاتياً من القمح والنفط وتصدّر جزءاً من الإنتاج إلى الأسواق الخارجية ولم تشهد محطات الوقود والأفران الازدحام ولم تكن الكهرباء تقطع ، وإن كل مقومات الحياة متوافرة بأحسن حال و كل هذه المعاناة اليوم هي بسبب حصارهم الجائر ومايسمى “قيصر” المشؤوم المفروض على الشعب السوري والجميع أصبح يدرك أنه بزوال هذه الأسباب تعود حياة السوريين إلى طبيعتها وهذا ما نتوقعه في القريب العاجل.