خطوة مهمة
جاء القانون الذي يسمح بتأسيس مصارف التمويل الأصغر كخطوة مهمة في تاريخ بلدنا, وقد تعرض لعشر سنوات من الحرب عليه كانت نتيجتها تدمير ممنهج للبنى التحتية بشكل عام, وحصار ظالم صار فيه الاعتماد على النفس واحدة من خطوات بناء الوطن من جديد, حتى وإن بدت المشروعات الصغيرة متواضعة في شكلها فهي ستسهم في خفض نسبة الفقر والبطالة, وخاصة في المناطق التي تعيد الحكومة تأهيلها بعد أن دحر بواسل جيشنا الإرهاب إلى غير رجعة، وستؤدي المشروعات متناهية الصغر إلى خلق تنمية مستدامة يمكننا من خلالها حلّ الكثير من المشكلات المادية التي تصيب الاقتصاد, ولم يبقَ لنا سوى بناء شبكات الأمان الاجتماعي وربطها بالأعمال التي بدأنا نلاحظها هنا وهناك وأن تقوم وزارة الشؤون الاجتماعية بدورها, وأن تعمل على شاكلة وزارات الضمان الاجتماعي في دول عديدة كتلك التي لها علاقات وثيقة الصلة باقتصاد الأسرة, وأن تعمل على وضع سياسات أمان اجتماعي وتطوير عمل المؤسسات التأمينية بحيث تعطي الحق لكل مواطن بالتأمين الاجتماعي سواء كان عاملاً أم غير عامل، وإيجاد علاقة جديدة بين المؤمّن والمؤمَن عليه، لتخلق في النهاية ثقافة جديدة مضمونها الأمان في حالات العمل، وتنمية ثقافة الدور الاجتماعي لدى العديد من الفعاليات الاقتصادية.
المشاريع الصغيرة تؤسس لاقتصاد منزلي هدفه تأطير الأعمال المجتمعية في بوتقة حماية الأعمال وضبطها وتطويرها، بعد أن عملت الأزمة في سنواتها الماضية على هجرة العقول والأيادي العاملة الماهرة في الصناعات كلها، ولذلك نؤكد دائماً على فكرة خلق شبكات الأمان الاجتماعي وهذه تؤسس نواة المشاريع وتعمل على تطويرها في مراحل لاحقة.