قبل أن يأكلها الصدأ ..!

قد لا يخفى على أحد أن عماد الاقتصاد وروافعه في أي بلد هو الصناعات التي تؤمن حاجة الأسواق فيه. ولأنها أساس أي نهضة اقتصادية في البلدان ومن أهم حوامله على جميع المستويات لابد من الالتفات إلى الوراء أي إلى فترة ما قبل الحرب على بلدنا للاستقاء من تجاربنا حين كنا نؤمن اكتفاءنا واحتياجاتنا من الصناعات النسيجية وكميات غير قليلة من السكر والزيوت إلى ماهنالك من أساسيات تعتمد في المواد اللازمة لتصنيعها على محاصيل استراتيجية كان يتم اعتمادها ضمن خططنا الزراعية سنوياً وكانت تعطي مردوداً ليس بقليل على ميزانية الدولة وعلى الأفراد الذين كانوا يزرعونها كمحاصيل رئيسة, إلا أن تلك الزراعات تراجعت منذ ما يقارب عشر سنوات أو أكثر بعد أن كانت تلقى الاهتمام من الجهات المعنية من دعم وغيره , ومن هذه المحاصيل على سبيل المثال الشوندر السكري والقطن يضاف إليهما محصول عباد الشمس, حيث تراجعت تلك الزراعات بسبب الحرب على سورية والتي أدت إلى عزوف الفلاحين عن زراعتها إضافة إلى قلة المياه اللازمة لريّها وارتفاع تكاليف الإنتاج من محروقات وأجور حراثة وأيدٍ عاملة وأسمدة، حيث أصبحت زراعتها خاسرة بامتياز فبدأت مساحاتها بالتناقص والانحسار إلى أن حلت مكانها في بعض المناطق محاصيل أخرى قد تكون برأي أكثرية الفلاحين أكثر مردودية وأقل تكلفة .
ولأننا اليوم أحوج ما نكون إلى أن ننهض باقتصادنا وصناعاتنا ونوفر الكثير من فرص العمل ومن القطع الأجنبي اللازم للكثير من المواد التي بتنا نستوردها من الخارج بعد أن كنا مكتفين ذاتياً و نصدر منها أحياناً لابد من تركيز الجهود على تشجيع تلك الزراعات وتوجيه الدعم اللازم والاهتمام الكافي بالفلاحين من دعم بقروض ميسرة وتوفير الأسمدة والبذار والمازوت اللازم للري مع وضع أسعار تشجيعية تحث الفلاحين على العودة لزراعتها ومن ثم تسويقها إلى مؤسسات الدولة كضامن لهم لنعيد رجحان الكفة إلى تلك المحاصيل التي افتقدناها لمصلحة محاصيل خاضعة للعرض والطلب أثرت بشكل مباشر على الأسعار.
فهل سنلحظ في خطط الجهات المعنية توجهاً لدعم هذه الزراعات وإعادة إحيائها من جديد لنعيد الألق لبعض صناعاتنا السابقة وتقلع معاملها قبل أن يأكلها الصدأ ؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار