تزايدُ الحديث عن الطاقات البديلة يُذكرنا بأسلوب العلاج بالطاقة، فالبشرية التي جرّبت حبوب الالتهاب والسيتامول وصنعت المركبات حتى وصلت إلى القمر، كانت تعود في كل مرة كي تقول: إن قوة المرء موجودة في ذاته وهي أمضى من كل الخيارات الطارئة والمستحدثة والمستجلبة.. ويختصر هذه الطريقة المثل القائل «من دهنو سقيلو»، فلا تبحثوا عن الدهن عند الآخرين لأنكم ستنتهون حكماً إلى «الجلاميط»، وهو ما يعني فساد الطبخة وانتشار الروائح التي تزكم الأنوف!.
الطاقات البديلة، هي المقصود من «دهنو» في المثل السابق، وهي الهواء والشمس وقوة المياه وغيرها، التي غابت عن تخطيطنا الاستراتيجي طويلاً وجعلت مقولة الاكتفاء الذاتي صعبة المنال في استقرار الأسعار وتوافر المواد واستمرار الطاقة في الوصول إلى البيوت، رغم الحصار والحرب على سورية و(الحباشات) الأخرى من فساد وكسل وملحقاته.. ولأن «ثوب العيرة ما بدفّي»، فإن أسعار الفروج سترتفع دائماً لأننا نستورد العلف، ولا نزرعه في أراضينا الشاسعة والمترامية الأطراف، وبسبب «الفيول» سيوصلنا التقنين الكهربائي إلى «خمسة بواحد» لأننا لم ننتبه إلى «فتحة حمص» الشهيرة بهوائها القوي الذي تنحني له الأشجار وتظهر كأنها تنمو أفقية على طول الأوتوستراد!.
الدراسات تقول: إن تركيب عنفات ومراوح في تلك المنطقة يمكن أن يغذي مناطق واسعة بالكهرباء، كذلك الأمر بالنسبة إلى الطاقة الشمسية باعتبار أننا من أشد المناطق سطوعاً بفضل ضوء الشمس.. أما بالنسبة للأعلاف فيمكن الاستعاضة عن استيرادها بالتشجيع على زراعتها وتخصيص المربّين بأراضٍ مجانية غير مستثمرة تندرج هي الأخرى ضمن قائمة «دهنو» التي يتضمنها مثلنا السابق!.
رغم الدلالات السلبية التي تُراد من وراء مثل «من دهنو سقيلو»، إلا أنه هنا يبدو فعالاً ومنطقياً، شأنه في ذلك شأن «الإسكافي حافي والحايك عريان», عرفتوا كيف؟.