رغم أنني من أكثر المتفائلين بـ(عام القمح) الذي تسعى وزارة الزراعة لإنجاحه بكل السبل، لكن أضع يدي على صدري خشية أن تكون النتائج عكسية.
في موضوع الزراعة هناك ما يبشّر فعلاً، وهذا يعود إلى تفهّم المزارعين لأهمية القمح في هذه المرحلة، لذلك فقد وصلت نسبة التنفيذ إلى 93 % من المساحة المخططة، وهذا يعود, إضافةً لاندفاع المزارعين، إلى مؤسسة إكثار البذار ودورها في تأمين البذار.
غير أنّ سبب خشيتي هو السماد، وصعوبة تأمينه وارتفاع أسعاره، فقد قرأت منذ أيام تقريراً على لسان أحد المعنيين في وزارة الزراعة يقول: إن الفلاحين يستعدون لإضافة الدفعة الثانية من السماد الآزوتي، أي إننا يمكن أن ننام على أمل وعلى نية موسمٍ وفيرٍ من القمح، والخشية أن نستيقظ على كارثة بسبب «التضليل» في المعلومات, نقول ذلك والكل يعلم أن كميات السماد المتوفرة لا تكفي لرشة واحدة، والذي سيتم استيراده (باسم المصارف الزراعية) بالكاد يكفي لموسم البطاطا مثلاً، وهنا نذكّر أن مزارعي الحمضيات لم يستلموا بعد حصصهم من السماد، وقد دخلنا شهر شباط، لأنه لا فائدة تُرجى منه بعد هذا الشهر، وهنا لا ينكر أحد في الوزارات المعنية تحديداً صعوبة تأمين السماد لبلدنا المحاصر, والخشية الثانية هي أيضاً أتت على لسان المسؤول ذاته عن (التحري عن مرض الصدأ الأصفر)، هذا الداء الخطير الذي يقضي على المحصول، والخوف أن يكون هذا المرض؛ الشماعة التي سيعلق عليها الفشل لا قدر الله، ومن يعلم قد يغدرنا فأر الحقل كما حدث في أحد أعوام التسعينيات، نؤمن بالنيات، لكننا نخاف من انزلاقات قد توقعنا في الهاوية..!!