أول 100 يوم

مع حلول يوم الغد يكون قد مر أسبوعان من الـ100 يوم التي يُفترض أن يضع فيها الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن ملامح سياساته الداخلية (والخارجية) مدعومة بتحقيق الوعود التي أطلقها أو على الأقل السير على طريق تحقيقها.

وهذه الـ100 يوم ليست متعلقة فقط ببايدن بل بكل رئيس أميركي، حيث تعد هذه الفترة الزمنية مقياساً لمعرفة مجمل سياساته وما يمكن له تحقيقه خلال سنوات ولايته الأربع.

وفي سيناريو يذكرنا بالـ 100 يوم الأولى للرئيس السابق دونالد ترامب، ها هو بايدن يبدأ بإلغاء ما اتخذه ترامب من قرارات تحت عنوان «إصلاح ما أفسده ترامب» تماماً كما فعل ترامب مع سلفه باراك أوباما عندما كرّس جزءاً كبيراً من سياساته الداخلية والخارجية لـ«إصلاح ما أفسده أوباما» فإذا به (يخربها ويجلس على تلتها) كما نقول في عاميتنا.. فعسى ألا يزيد بايدن الخراب فيجلس مع ترامب على التلة نفسها.

بايدن سيلقي غداً الخميس ثاني خطاب رسمي له (بعد خطاب القسم) بشأن السياسات الخارجية في عهده، وذلك بعد عدة قرارات أصدرها ألغى فيها قرارات اتخذها سلفه ترامب، متعلقة بعدة دول، منها عربية، وهذا ما كان متوقعاً، كما هو متوقع ما سيقوله بايدن، فلا يبدو أنه سيزيد شيئاً على هذه السياسات التي سبق وأعلنها عدة مرات سواء خلال حملته الانتخابية أو تصريحات ما بعد الفوز أو خلال خطاب القسم.. مع ذلك هناك من يغمز إلى أن بايدن ربما يفاجئونا بشيء جديد.

لماذا التوقعات تنحو باتجاه اللاجديد؟

لأنه إذا كان بايدن يرفع شعار القضاء على إرث ترامب فإن مجمل سياساته الداخلية والخارجية ستكون متوقعة، باستثناء منطقتنا، ولكن ليس بجميع دولها، فالقرارات التي اتخذها بايدن خلال الأيام القليلة الماضية بشأن عدد من الدول العربية (السعودية والإمارات على سبيل المثال) تدخل في إطار ذلك الشعار، رغم أن بايدن وحسب المراقبين قد يتراجع عنها وإن كان بشكل غير مباشر، وربما يمنح هذه الدول امتيازات أعلى مما منحها إياه ترامب، هذه مسألة وقت فقط ريثما تتم التوافقات من وراء الأبواب ليظهر بعدها أن بايدن لن يغير من سياسات ترامب في المنطقة، وهو الذي أبدى تأييده لها حسب تصريحات مسؤولي إدارته في مناسبات عدة لا سيما ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والدعم اللامحدود للكيان الصهيوني.

.. أما لماذا تشير بعض التوقعات إلى أن بايدن قد يفاجئونا ببعض السياسات فهذا ما سنعرفه غداً.. وغداً لناظره قريب.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار