يبدو أن “معارضات” الخارج مستمرة في التهرب من مسؤولياتها والاختباء وراء التعطيل لمهام اللجنة الدستورية التي تم تشكيلها قبل عامين وعقدت الاجتماعات المتعددة في جنيف من دون حصول أي تقدم يذكر ذلك لأن هؤلاء “المعارضين” لا يحملون أجندة وطنية وإنما يحملون أجندات الدول التي تدفع لهم أجور الفنادق التي يقيمون فيها ويدفعون لهم أثمان التآمر على وطنهم وعلى ملايين السوريين الذين يعيشون في خيم المخيمات التي لا ترد عنهم البرد والمطر أو تخفف عنهم آلام الجوع والفقر والمرض بعد أن هجّرهم الإرهابيون من منازلهم.
لقد تغيرت الكثير من وجوه الذين يدعون المعارضة وتفرغوا لإدارة أموالهم التي قبضوها ثمناً لتآمرهم وهذا ما ذكره وزير خارجية قطر السابق حمد بن جبر آل ثاني أكثر من مرة بأن رموز “المعارضة” السورية أصبحوا مليارديرية بعد أن سرقوا الأموال التي دفعها الأعراب لتدمير سورية.
إن أي معارضة في التاريخ لا يمكن أن تفعل ما فعلته “المعارضة” السورية التي كانت واجهة للتآمر الغربي وواجهة لكل التنظيمات الإرهابية ولا تزال حتى الآن غير قادرة على مراجعة “منجزاتها” والتي تلخصت بتدمير أكثر من أربعين بالمئة من البنية التحتية وساهمت في تأليب الدول الغربية وإصدارها لمزيد من الإجراءات القسرية أحادية الجانب على الشعب السوري.
لقد اعترفت العديد من الدول بأنها كانت تدعم الإرهابيين وأن المسألة في سورية لم تكن إلا “لإضعاف” الدولة وإنهاكها وتقسيمها، كما لمس العالم أجمع أن معاناة شعوب المنطقة قد ازدادت سوءاً وبات الناس في تونس وليبيا ومصر يتحسرون على أيام ما قبل الهشيم العربي الذي لم يجلب لهم سوى المصائب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
إن على من يدعون “المعارضة” إعادة النظر بكل الإملاءات التي تفرض عليهم قبل أن يتوجهوا للمشاركة في الاجتماعات القادمة للّجنة الدستورية (والتي لم تحدد بعد) وإلا فإن نياتهم ونيات مموليهم ستبقى سراباً لا طائل من المراهنة عليه.