الأعم الأغلب..!

1
الأعم الأغلب من الإصدارات التي يحتفي بها أصحابها على أنها كتباً جديدة، هي ليست مؤلفات، ذات وحدة موضوعية، تسير وفق منهج اختاره المؤلف، بل هي لا تعدو عن تجميع لمقالات سبق وأن نشرها أصحابها في أكثر من صحيفة ومجلة، حتى لو كانت تتناول إبداعات أديب واحد، فلا منهج يجمعها. لكن ثمة من يحترم القرّاء ويشير إلى ذلك على غلاف الكتاب. ولذلك يمكن أن يمتلك أديب ما، أكثر من عشر إصدارات وفق هذه الطريقة. وهذا ما دفع بأحد الشعراء يوماً ما، كما روى لي أحد الأصدقاء، لأن يتمنى لو امتلك المال الكافي لشراء نسخ من كتاب ينتمي لهذا النوع، كي يحرقها فيخفف عن القرّاء لوثتها..!
2
غالباً ما يتم الحديث عن شخصية استطاعت أن تحقق حلمها بعد محاولات وسنوات عدة من الإخفاق، ولا يكون الحلم سوى الثروة الخيالية..! وليس ثمة أي تقييم معنوي أو إبداعي لما أنجز. فمعظم الحديث عن إيراداته ككتاب أو كفيلم أو شركة إنتاج أو شركة صناعية أو أزياء أو عطورات، فالحديث لا يقارب من تداول أو استفاد من إنجازه. وتعدّ للإضاءة على ذلك تقارير تلفزيونية، دون أن نلحظ فيها أن تعزيز فكرة الوصول للحلم وتحقيقه بأبهى صورة، بعيداً عن الثروة، فلا رصدٌ لتأثيره العلمي أو الأدبي أو المعنوي، فمنطق الإعلام التلفزيوني الناطق باسم أصحاب الثروات لن يهتم بصنع الفيديوهات لغير تعزيز حب المال، ومع الأسف بدأت فضائيات عربية عبر بعض برامجها تمضي بالاتجاه ذاته..!
3
غالباً الذين يشتغلون في الأدب لا يتفقون حول مسألة واحدة تخص حقلهم الإبداعي، فما تزال أرائهم تحتد تجاه بعضهم حول النصوص التي كتبت في سنوات الحرب على سورية، سواء كتبها من هاجر لأسباب متعددة، أم الذين ظلوا داخل الوطن. فحتى الآن لم نصل إلى حسم في مسألة أن النص الأدبي لا علاقة له غير بالموقف الإنساني، إذ لا تسمح قوانين وتقاليد الأدب وفق ما قرأنا على أيدي كبار النقاد العرب وغير العرب أن يشجع الأدب الحروبَ، أو يمجد القتل. فكل نص أدبي يفعل ذلك هو معبأ بأيديولوجيا ما، تجعل النص يسقط في هاويات النسيان، عكس منطق النص الأدبي المنسوج بخيوط الموقف الإنساني، التي تظل في شرفة الزمن أو الحياة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار