طواحين الهواء..!

ما الجدوى من استمرار الحديث عن أزمات معيشية وخدمية إذ لم يكن هناك “زبد” يفش الخلق ويملأ الجيوب الفارغة.. ” كلمات “ثقيلة” الوقع باتت تتردد على مسامعنا نحن معشر الصحفيين ليغدو الأمر أشبه بمحاربة “طواحين الهواء” في ظل عجز الحلول، وهنا لن نكون متشائمين ونسبح مع تيار “الرادحين” وخاصة ممن يحاول تقزيم دور الإعلام، القادر على تغيير قضايا كثيرة إن كان هناك آذان تسمع، لكن الركون إلى مقولة “دق المي وهي مي” أصبح واقعاً معاشاً يشكو منه أهل الكار نفسه.
إشاحة بعض مسؤولينا أعينهم عن مشاكل كثيرة تعرض يومياً على وسائل إعلامنا المحلية، يعد سبباً أساسياً في تفاقم حدة الأزمات الحالية، فلو أخذوا بالمعطيات المقدمة بعد التحقق من صحتها لكان مسار الأمور مختلفاً كلياً، وليست غايتنا هنا الإشادة بدور الإعلام وأهميته بقدر الرغبة بتوجيه بوصلة أصحاب الشأن نحو هذا القطاع الحيوي واستثمار إمكاناته بما يسهم بحلحلة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والمبادرة نحو الأخذ بآراء ومقترحات يقدمها إعلاميون مخضرمون بالشأن الاقتصادي بُحّت حناجرهم وجفت أحبار أقلامهم وهم يشيرون إلى مكامن الخطأ مع تقديم وصفات العلاج لناحية الاهتمام بالقطاع الزراعي والصناعي ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة والسبيل الصحيحة لمكافحة الفساد والتهريب والتهرب الضريبي ورفد الخزينة بأموال جديدة توجه نحو تحسين معيشية المواطن بدل نهشها من الفاسدين وحصر نطاق الاستفادة في جيوبهم فقط.
الاهتمام بالقطاع الإعلامي لا يقل أهمية عن أي قطاع استراتيجي آخر وخاصة عند توجيه مقدرته واستثمار إمكاناته بالشكل الصحيح، وهذا يتطلب أولاً تحسين رواتب الصحفيين وزيادة تعويضاتهم وخاصة أن رواتبهم تعدّ من أقل الرواتب في العالم، مع تأمين الإمكانات اللازمة للعمل الإعلامي ، وهذا ما ينتظر من قانون الإعلام المأمول إصداره قريباً، عندئذ فقط لن نسمح لذلك الشعور “الدونكوشتي” بالتسلل إلى عقولنا وأفكارنا، فطالما كانت بوصلة أقلامنا موجهة صوب مشاكل المواطن وهمومه والإشارة إلى مكامن الخلل والفساد، وهو ما سيكون دوماً رغم المطبات، لكن ظرف الإعلاميين الصعب بات يتطلب لفتة واهتماماً من أقلامكم الخضراء أسوة بغيرهم في قطاعات أخرى نالت بركة الدعم .. فهل ستكون هناك استجابة لصرختنا المحقة المثقلة بصعوبات جمة أم ستكون الآذان الصماء حاضرة وتستمر معاملتنا كموظفين كالعادة..؟
rihabalebrahim@yahoo.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار