ضرب المواطن أخماسه لأسداسه، فوجد أن المربعانية التي عليه اجتيازها تتطلب ناقة من ذات التحمل الكبير.. فالمعروف أن العربي قبل أن يجتاز الصحراء، كان يدرب ناقته على العطش فيسقيها كل خمسة أيام ثم كل ستة أيام كي تكون مستعدة لعبور الصحراء استناداً إلى حساباته في صبرها على ندرة الماء.. وقد قال البعض إن الناقة وحدها لا تكفي المواطن اليوم لعبور المربعانية، فهو على الأرجح يحتاج ديناصوراً كبيراً يستطيع تحمل الغلاء والمنخفضات والثلوج القادمة ويستطيع أيضاً أن يأتي بلقمة الخبز من فم السبع – كما يقولون – فما بالكم بالمازوت والغاز وبقية المستلزمات المتصلة بمعيشة البشر اليومية؟.
من طرائف ضرب الأخماس بالأسداس، قول أحد المسؤولين بضرورة أن يكون من يقوم بالبيع والشراء عبر الإنترنت، صاحب سجل تجاري أصولاً، وبذلك فهم يضعون من يبيع “الحيلة والفتيلة” كي يعيش، في مصاف التجار أصحاب المكاتب والمحلات والمستودعات، وهو ما يتضارب مع مبدأ ضرب الأخماس للأسداس الذي تحدثنا عنه سابقاً، فكفاف البشر هنا يختلف تماماً عن رأس المال والمتاجرة بالبضاعة والمنافسة في الأسواق، وتلك أبسط أبجديات الأخماس والأسداس كما يقول أجدادنا الكرام!.
المهم في الأمر أننا انتهينا من نصف المربعانية وكان الجو لا يختلف عن الصيف كثيراً، لكن الخشية أن يكيل لنا النصف الثاني الصاع صاعين، وكل ذلك استناداً إلى تقنية الأخماس والأسداس التي تسير وفقها الطبيعة بإرادة رب العالمين.. ألم يتحدث أجدادنا عن برودة الأيام الأخيرة من المربعانية المسماة (العجائز) والتي تعيد السطوة للشتاء كأنّ الجو قد عاد إلى كانون!.
حتى نصل إلى نهاية المربعانية، اضربوا الأخماس للأسداس، واحذروا صفات الناقة التي تفيد… (عرفتوا كيف)؟.