الأيام الأخيرة لترامب
أيام قلقة تعيشها أمريكا والعالم، يسود فيها الاعتقاد بأن الأيام المعدودة المتبقية للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب في البيت الأبيض، قد تتمخض عن حرب أو تصعيد يذهب إليه الأخير للاحتفاظ بالسلطة مستغلاً القانون الأمريكي، والمنطقة المرشحة في الشرق الأوسط.
منطق الحرب هذا مدعوم بعاملين: الأول رفض ترامب حتى الآن نتائج الانتخابات الأمريكية التي فاز فيها منافسه جو بايدن وعدم تسليم السلطة لفريق بايدن.
وثانياً: تحريك قطع حربية أمريكية مهمة في مياه الشرق الأوسط، وخاصة في ظل أجواء الذكرى الأولى لاستشهاد الفريق قاسم سليماني، لأن أي استفزاز من أي طرف سيفهم على نحو لا يمكن الرجوع عنه.
ويشجع ترامب على خلط الأوراق بالذهاب إلى حرب الملفات التي أعلن عن تجهيزها لمواجهته بها ومحاكمته عليها، وثانياً: قدرته على إقناع أعداد مناصريه الضخمة بأن الانتخابات “قد تم تزويرها”، واستعدادهم للذهاب معه بعيداً حتى خرق القانون الأمريكي أو اقتحام مؤسسات الدولة، إضافة إلى تأييد صديقه بنيامين نتنياهو للذهاب إلى تصعيد ما.
الحرب تخدم ترامب كما نتنياهو الذي تواجهه انتخابات شاقة ومن بعدها المحاكمة على ملفات فساد، إضافة إلى أن الكيان الصهيوني بالعموم متخوف من عودة بايدن إلى الاتفاق النووي الموقع مع إيران في عهد باراك أوباما، وعليه فأي حرب ستخلط الأوراق في الشرق الأوسط، وهذا مطلب إسرائيلي بامتياز.
لكن للحرب الأمريكية “الترامبية” أبواب ستقف عندها وأهمها “البنتاغون” الذي يدرك أن هامش الخطأ في التقدير للحرب معدوم، فعدم الوقوع في مصيدة ترامب ليس متوقفاً على العقلانية لمسؤولي “البنتاغون” بل على حساب الربح والخسارة وقدرة الطرف الأمريكي على تحملها، وهذا هو الحكم الوحيد الذي قد يمنع الحرب، إضافة لضبط النفس من باقي الأطراف في الشرق الأوسط.
بعد اقتحام مبنى الكونغرس على مرأى من عدسات الإعلام في العالم، سقطت النظرة الكلاسيكية “للهيبة” الأمريكية، الذي تمرن ترامب لمدة أربع سنوات على تمريغها بالتراب من خلال سلوكه و”تغريداته” الهزلية، لكن السؤال الذي يهم دول العالم اليوم هو: هل النزاع على البيت الأبيض سيؤدي إلى حرب تجعل العالم يدفع ثمن وهن السلطة الأمريكية؟ الأيام البطيئة والأخيرة للـ”ترامبية” في السلطة ستكشف ذلك.