برج النار
يبدو أن المواطن لايزال رهينة برج النار ولهيب الأسعار مادامت رقابة المريخ تهيمن على برجه, ما يجعله يدور في مسار إهليلجي بين فجور تجار وبعض ضعاف النفوس من الرقباء على ملعبه وغياب شبه تام لهيئة المنافسة ومنع الاحتكار التي لا نسمع لها صوتاً ولا نرى لها أي إجراءات على الأرض, بعد أن أناط بها اعتماد اقتصاد السوق الاجتماعي دوراً رئيساً رغم كل فوضى السوق وغياب أي وجه حقيقي لطبيعة (الاقتصاد) بعد أن دمر الإرهاب الكثير بناه وأوجهه وبات اقتصاد (يوم بيوم) ولحظة بلحظة فرضته أزمات معيشية خانقة كإحدى تبعات الإرهاب وغياب الخطط الاقتصادية أو حتى وضوحها كيف تسير.
ما يطرح العديد من الأسئلة: هل يبقى المواطن رهينة هذه المسارات (الإهليلجية) يدور في مجرة وأفلاك المتحكمين بلقمة عيشه؟ وهل سيبقى يشتري (بالحبة للبندورة وبالجناح للفروج) وبالأوقية من الزيوت ونصف الأوقية من اللحمة وإن استطاع إليها سبيلاً؟ بعد أن بلغ سيل أسعار اللحوم الزبى، وماذا عن الخطط والدعم للمنتجين والمربين, أليس من المفترض أن تؤتى ثمارها إيجاباً على المواطن؟
ألم يحن الوقت لوجود خطة اقتصادية محددة تخرج السوق من معادلات ومؤسسات اقتصاد السوق الاجتماعي وعنق الإرهاب الاقتصادي والحصار الغربي الأمريكي الجائر على البلد وبما يخرج الناس من الدوران في فلك متاهة التجار والأسعار؟ … معادلة لابد من فك طلاسمها وتعقيداتها التي وضعت الناس في وضع معيشي لا يحسدون عليه وبما يخرجهم من برج نار الأسعار ولهيبه.