للمرة الرابعة، وخلال أقل من عامين، يدخل كيان الاحتلال الصهيوني في أزمة سياسية، تبدو صعبة ومستعصية على الحل، لأنها خطيرة في ضوء الانشقاقات التي ستعصف بالكتل والأحزاب “السياسية”، وفي مقدمتها حزب الليكود من عدد من قيادات ووزراء الحزب وعلى رأسهم الوزير السابق (جدعون ساعر) الذي كان قد نافس بنيامين نتنياهو على رئاسة الليكود، ولم يحالفه الحظ، على الرغم من أنه استطاع أن يحوز ثلث أعضاء الليكود لصالحه، وذلك قبيل الانتخابات الثالثة قبل نحو بضعة أشهر. لكنه اليوم وإثر حل الكنيست لنفسه، بادر إلى الإعلان عن حزب جديد برئاسته لينافس نتنياهو في الانتخابات الرابعة المقرر إجراؤها في 23من شهر آذار القادم.
هناك الكثير من التحليلات والتقديرات التي بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية تطرحها وتعرضها في سياق ما يجري ومنذ الآن من استطلاعات للرأي، وما يمكن أن تحمله الخريطة السياسية الإسرائيلية من جديد في التحالفات، أو من مزيد من الانقسامات، لاسيما من أولئك الذين خبروا وعرفوا أيضاً حقائق وأدلة غير متناهية عن الكذب الذي عرف به نتنياهو، ولم يعد بالإمكان التغطية عليه وخلال كل مراحل رئاسته لحكومة الاحتلال الإسرائيلية وكان آخرها وعده أو حتى اتفاقه مع بيني غانتس بعدم خداعه، إلا أن كل ما قدمه نتنياهو لشريكه في “الائتلاف الحكومي” وفي رئاسة الوزارة كان مجرد حيل وخداع ونفاق وأكاذيب.
وفي هذا الصدد تقول صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن نتنياهو «هو الشخص المسؤول عن حل الكنيست وذهاب “إسرائيل” إلى انتخابات مرة أخرى. لقد رفض تقديم ميزانية للتصويت عليها، ورفض الالتزام بالاتفاقية التي وقعها هو نفسه مع غانتس في نيسان الماضي» فهو أيضاً «لا يخجل من الكذب حين ادعى أنه ليس هو بل غانتس من انتهك الاتفاق الائتلافي». وعلى هذا الأساس لم يعد غانتس قادراً على حل مشكلاته مع أعضاء حزبه، وليفقد بالتالي رصيده السياسي. وهذه ميزة مضافة لمنافس نتنياهو هذه المرة «جدعون ساعر» بتأسيسه حزب «نيوهوب- أمل جديد» لينافس نتنياهو ومن داخل الليكود، بتكريس جهده للإطاحة به فهل يفعلها على قاعدة تكوين محور أو تيار من الذين سئموا من آثار قضايا فساد نتنياهو والاستغلال السياسي والقضائي للهروب من المحاكمة أو السجن.. التقديرات والمؤشرات تذهب إلى أن نتنياهو في وضع صعب يستحيل عليه الخروج منه لتزامن محاكمته مع حملته الانتخابية وهو الأمر الذي لن يكون في صالحه أبداً بسبب الفضائح التي ليس بالإمكان التستر عليها, مع ضرورة الإشارة إلى أن الإرهاب هو السمة الأساسية لكل “المسؤولين الإسرائيليين”.