مجرد انطباعات!
مجرد انطباعات أو ربما تكون تهيؤات خلّبية بأن يكون العام الجديد عام الخلاص من وباء «كورونا» بعد أن يكون اللقاح فعل فعله، وهذا هو المأمول، وضمان عدم انتشاره وانحساره إلى غير رجعة بإذن الله، إضافة لحصول انفراجات على صعد الحياة وتحسين مستوى معيشة العباد إذا سمحت الظروف والاعتمادات بذلك، نأمل أن يسود جو التفاؤل والعمل بنيات مخلصة وصادقة!
انحسار الوباء، وإشاعة الجو التفاؤلي يعنيان عودة قطاعات مهمة إلى نطاق العمل ودوران عجلة حركتها، وتالياً تعزيز الإنتاج ومن ثم رفد عوامل النمو بقنوات دعم من شأنها رفع قدرات القطاعات مجتمعة في دعم التنمية، بمعنى آخر إن الوضع العام للاقتصاد قد يعود إلى مساره الطبيعي ،لكن هذا لا يعني إذا عادت كل مرافق القطاعات للعمل المتكامل أن المشكلات الاقتصادية تلاشت أو ذابت، بل الرجوع للمشكلات الطبيعية، إلى ما قبل «كورونا»، وهي تحديات مزمنة تبحث عن حلول، ولم تفلح معها أي من الإجراءات ، فهي بمنزلة داء ثقيل أصاب الاقتصاد ومن المستحيل الخلاص من آثاره!
لا يخفى على أي متابع حالة الجهاز الإداري وتفاصيله، والشوائب التي يئن منها مرفق قطاع الأعمال، والوهن في قطاع جذب الاستثمار، إلى مسائل كلف الإنتاج وارتفاعاتها ومسائل لا مجال لحصرها هنا، كلها قواسم مشتركة تحتاج إلى نية وتوجه صادق و حاسم لمواجهة تحديات كهذه!
ما بعد «كورونا».. يفترض من واضعي السياسات والرؤى التنموية تحديد كيفية التصدي لحالة الإخفاقات التي تأتت من جرّاء الوباء، مع تعزيز بناء القدرات المحلية، وإعادة هيكلة بعض المرافق، مع قرارات استثنائية داعمة لكل مسعى تنموي، وحل العقد الإدارية والمالية إن وجدت ،فإذا لم نخرج بأسلوب إداري وإنتاجي جديد في آليات التعاطي سنبقى نعاني من المشكلات المزمنة وما أكثرها وأعقدها!!