منع اللقاح جريمة غربية جديدة
يقف العالم مذهولاً وحذراً من التصرفات والمخادعات الأوروبية والأمريكية إزاء المساهمة في إنتاج وتوزيع لقاح لجائحة أضرت بالاقتصاد والصحة العالميين، إذ وصلت اللاإنسانية الغربية إلى أقصاها، فمع انتشار جائحة “كورونا” تكشف الغطاء أكثر، فورقة التوت الأخيرة سقطت منذ زمن طويل، وما بقي نفاق فضفاض تنفخه سيطرة غربية على الإعلام ووسائله من الأقمار الصناعية إلى حبر وورق الصحف والتحكم في وسائل التواصل الحديثة، وجديد الجرائم الغربية رفض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلغاء تجميد أموال الحكومة الفنزويلية، لتتمكن من تسديد قيمة اللقاح ضد “كوفيد19”.
منع الغرب كاراكاس من الوصول إلى اللقاح، بعد كل العقوبات الاقتصادية التي تهدف لتجويع الشعب الفنزويلي، من أجل أن ينقلب على مواقفه المؤيدة لبلده وحكومته، يؤكد فشل عقوبات هذا الغرب، كما يؤكد أنه قد يذهب إلى أبعد ما يكون، إلى إبادة جماعية من أجل أحقاده وأطماعه المادية، ومن أجل دفع الشعب الفنزويلي لسلوك خيارات تقدم فنزويلا على طبق لتنهش فيه أنياب الرأسمالية، ولأن الغرب أدرك استحالة تحقيق ذلك، ذهب إلى خيار الإبادة من خلال منع اللقاح، وكان لسان حال الغرب يقول “الخضوع” مقابل اللقاح أو الإبادة للشعوب.
وهذا الخيار جريمة إضافية ضد الإنسانية على جبين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
وبينما تسعى أغلب دول العالم للتخلص من هذه الكارثة الوبائية، وتقدم المساهمات قدر المستطاع، تسنّ الشركات الغربية أسنانها لبيع ما تعتقد أنه اللقاح الوحيد والفريد لـ”كورونا”، في مقابل ذلك تٌشن الحرب على اللقاح الروسي “سبوتنيك V”، الذي تقدمه روسيا بلا تحفظ، وهذا ما قد يزعج الشركات والحكومات الغربية أكثر، لأن أرباحها ستتقلص نتيجة التعاون الروسي مع الدول التي تحتاج اللقاح، كما يخفض من حدة العقوبات الغربية على الدول ومنها فنزويلا.
قليلة هي المساهمات الغربية الإنسانية حول العالم بلا أهداف سياسية أو اقتصادية، فالتجارة بكل شيء والفائدة المادية هي عماد تحرك الغرب السياسي والعسكري، فأي عالم يراد به السير إلى الغد وأي تقدم للبشرية إلى الأمام، مع هذا الغرب المسيطر إلى درجة الجريمة في خنق الشعوب وإبادتها ومنعها من الوصول إلى العلاج..؟