وسقط القناع
لا تطبع أي أزمات تذكر سلسلة العلاقات التي باتت وثيقة جداً بين جماعة “الإخوان المسلمين” والكيان الصهيوني, وما حدث في المغرب مع توقيع حكومته “الإخوانية” أوراق التطبيع مع هذا الكيان يوضح تماماً أن الطرفين انطلقا نحو علاقات علنية أكثر عمقاً مدعومة بتحركات قوية من الرئيس التركي رجب أردوغان باتجاه الكيان الصهيوني حيث قال: “إن قلبه يتطلع لتحقيق علاقات أفضل مع إسرائيل” وبتحركات أخرى لهذه الأحزاب نفسها والتي تحمل التسمية ذاتها في العديد من الدول.
بين قلب أردوغان –المفطور للبعد عن كيان العدو والعلاقات المتقطعة معه- وأيادي “إخوانه” ممن يحملون ذات التسمية الحزبية في المغرب لا فارق أبداً سوى بمستوى التودد لـ”إسرائيل” وكأن منافسة حقيقية تجري لمن يقدم ولاء وامتناناً أكبر لها, أما الحديث عن انشقاقات وانقسامات داخل أحزاب “الإخوان” بعد علاقات التطبيع مع “إسرائيل” تبدو سطحية أكثر أو مجرد فقاعات كون الجوهر الأساسي الذي يحكم هذه الأحزاب يقوم على مصلحة هذه الأحزاب والتي باتت منذ زمن تعمل على تحقيقها بمساعدة من الكيان الصهيوني، بينما يرددون شعارات القدس عاصمة أبدية لفلسطين والنضال من أجل الحقوق الفلسطينية المسلوبة كمجرد أدوات للوصول إلى مصالحهم السياسية وتكريس وجودهم في حكم البلدان.
اكتفى “الإخوان” سابقاً برفع الصوت وبخجل في مواجهة مخططات “إسرائيل” ضد الفلسطينيين ولم يتعد دورهم الانتقاد الخفيف جداً لتصرفاتها أو للمواقف الأميركية كاعتراف الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب بالقدس المحتلة “عاصمة” لكيان العدو, أما من الآن وصاعداً فلن يكونوا في دائرة الحرج ولن يضطروا لانتقاد التطبيع أو مخططات العدو, بل ما جرى في المغرب وفر فرصة لجماعة “الإخوان” للإشادة بـ”إسرائيل” وبالتعاون معها في عدة مجالات.
الاندفاع نحو كيان الاحتلال لم يقابله اندفاع مماثل من هذا الكيان الذي يتطلع نحو المزيد من التنازلات في علاقات التطبيع وهو ما سيحصل عليه قريباً وفقاً لهذا الاندفاع الكبير نحو “تل أبيب” والذي يمكن وصفه بالفضيحة الأخلاقية والسياسية التي تلحق “بالإخوان” والتي تضاف إلى تاريخ طويل من الإجرام بحق الإنسانية في بلدان كثيرة.