نحو مستقبل آمن
تتنافس الدول والمجتمعات فيما بينها للظفر بكل أدوات ومستلزمات التطور والارتقاء بمنظومات العمل والإنتاج وتشجيع أسس المعرفة والإبداع ، وهناك دول تخصص لذلك ميزانيات ضخمة على عكس ماهو معمول به ومتبع في بعض البلدان النامية ولسنا ببعيدين عن ذلك ..
وهنا لابد من التركيز على أهمية الأمل بالمستقبل، بالغد الآتي ،كيف ستكون الآليات والأساليب؟ وهل فكرنا بالطرق المثلى لجني ثمار التطورات وانعكاساتها على الحياة وأنماطها والتعاطي السليم؟ أم مازالت بعض الخطط والرؤى قاصرة وتبنى ارتجالياً وبشكل آني ومن باب (تمشاية الحال)؟ وهذه الأخيرة أوصلتنا إلى مستويات متدنية من التخبط والفوضى وحصد المرارة والخسائر ..!
ليس بخافٍ على أحد أن هناك جملة من التحديات والضغوط ، تقابلها تعثرات في الاقتصاد، وغياب في بعض منظومات المعرفة الضرورية ، وربما بعض الخلل في التعليم والرعاية الصحية ، إلى بعض الانتكاسات الإدارية، وهاهي المعوقات لا تزول ولا يمكننا تجاوز ثقلها وتبعاتها لتحقيق المرور الآمن نحو المستقبل إلا بإحداث تغييرات بالتطور والأعمال النوعية، من خلال فتح نوافذ معرفية ومهارات عملية وسلوكية تدعم كل مقومات ونظم دعم الإنتاج والاقتصاد، كون الأخير يعدّ اليوم عصب الحياة ، وهو بمثابة الخبز اليومي للشعوب ، وسيكون ذلك في المستقبل القريب أيضاً، كما أنه جوهر العلاقات والمصالح وأمور أخرى يحتاجها الإنسان، ومن هنا فإن الإلمام بالمعرفة الكاملة مع رؤى إنتاجية داعمة للإبداع لا شك ستطلق شرارة ذلك الإبداع عند جمهور المنتجين أو المستهدفين وواضعي الخطط والتوجهات، فيندفع كل منهم وراء تحقيق رؤية محددة المعالم، تنطلق بأولوية نحو إنتاج اقتصادي متين قوامه المعرفة الشاملة، عندها سيمرّ الجميع عبر الجسور القديمة إلى آفاق أكثر رحابة بالإنتاج النوعي، نحو تطور نوعي خالٍ من أي إشكالات وفساد، عندها يتحول شعب بأكمله إلى فريق عمل واحد تتحقق معه معادلة المعرفة والوصول إلى المستقبل باقتصاد قوي.