في غياب مهرجان حمص المسرحي ..!
افتقدنا هذا العام المهرجان الأكثر جماهيرية بحمص، مهرجان المسرح الذي ينظمه فرع نقابة الفنانين منذ عام 1987 والذي عانى توقفات كثيرة لأسباب متعددة. وهو مهرجان تخرجت منه مواهب كثيرة في أكثر من اختصاص فني (ممثلون، كتّاب، مخرجون، فنيون) وبعضهم درس أكاديمياً بعد أن شهد المهرجان بداية موهبتهم، وقسم منهم عاد لفعالياته، وشاركوا فيه كأكاديميين، أغنوا العروض وندوات النقاش يوم كانت تُعقد. ولأن محبي المهرجان امتعضوا كثيراً لغيابه ومضوا يسألون بإلحاح عن أسباب هذا الغياب، توجهنا للفنان أمين رومية رئيس نقابة الفنانين نسأله أسباب الغياب، فقال: “إن السبب الأساسي لعدم إقامة المهرجان يعود إلى انتشار وباء كورونا بشكل مخيف، فحرصاً منّا على السلامة للجميع آثرنا تأجيله إلى العام القادم، وحصلنا على موافقة مجلس النقابة لإقامة المهرجان خلال الشهر الرابع من العام القادم، أي إننا غيّرنا موعد انعقاده حيث كان في تشرين الثاني، كما سنقيم احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للمسرح بتاريخ 27 / 3 / 2021″.
وإن كان من حق النقابة مثل هذا القرار لكن مدن أخرى كالسويداء وحماة واللاذقية وطرطوس، لم يمنعها انتشار الكورونا من إقامة مهرجاناتها المسرحية، ناهيك عن أن الأنشطة بتنوعها لم تتوقف على مسرح دار الثقافة، مكان فعاليات المهرجان؟ يجيب الفنان رومية: ” نحن لم نقتنع بإقامة المهرجان لأن الهدف ليس تسجيل نشاط، لذلك ارتأى مجلس الفرع ومجلس النقابة تأجيله وخاصة أن قرارات إغلاق أماكن التجمع كانت كثيرة ومتلاحقة، وآخرها منع إقامة الحفلات العامة في جميع المنشآت السياحية خلال عيدي الميلاد ورأس السنة. لذلك كان من الأفضل التريث بعض الشيء وهذا لن يؤثر كثيراً على مسيرة المهرجان. ناهيك عن أن العروض المسرحية التي كان من الممكن مشاركتها في المهرجان تعتبر قليلة العدد في حمص. كما أن محافظة حمص تتصدر القائمة بين جميع المحافظات في نسبة الإصابات بفيروس كورونا، فتأجيل بعض النشاطات الثقافية لن يؤثر على الواقع الثقافي في المدينة، ونحن تعنينا صحة وسلامة الناس أولاً وعندما تنحسر هذه الجائحة يمكن أن يعود كل شيء كما كان في السابق بما في ذلك الفعاليات الثقافية بكل أنواعها”.
ونعقب أخيراً بالقول لعل جميع محبي المهرجان بحمص يعتبر القرار صائباً لأن احتكاك الجمهور في هذا المهرجان يبلغ ذروته، ما يشكل خطراً كبيراً عليهم.