لم يخطئ من قال: إن الفكرة هي حجر الزاوية في العمل، وهي نواة الانطلاق .. وأغلب المشاريع الناجحة تبدأ كفكرة، ثم تتطور حتى تصبح مشروعاً، وبعض هذه الأفكار أصبحت مشاريع عالمية.
نجاح تلك الأفكار ليس لأن الفكرة خلّاقة وحدها، بل لأنه واكبها تطبيق وتنفيذ صحيح، فالتصحيح الاقتصادي, وإن اختلفنا على بعض جزئياته, إلا أنه لا يعني أن نقف مكتوفي الأيدي ، ويخطئ من يعتقد أنه بالإمكان تحقيق نقلة واضحة في كينونة الوضع الاقتصادي بجرة قلم, لأننا لا نملك الوصفة السحرية الجاهزة للخروج مما نحن فيه, والمضي بالعمل وفق النهج الحالي لن يتسبب إلا بمزيد من التباطؤ وبقاء الحال على ماهي عليه !
مرحلة جديدة ترسم مستقبل وملامح الاقتصاد الوطني، فسورية تعيش مرحلة تطور جوهرية على كل الصعد, وبالأخص اقتصادياً تقابلها تحديات جسيمة, لكن علينا أن نمتلك القناعة بالتحسين وأن لا نستسلم ونقول إن الاقتصاد في مرحلة حرجة، وبما أن الفرص تخرج من رحم الأزمات، وما مرّ به الاقتصاد السوري من الأزمات ألقى بظلاله على كل القطاعات, ففي الزراعة لدينا الكثير من المبادرات التي من الممكن أن تصبح مشاريع اقتصادية وطنية وقاعدة صلبة لبناء اقتصاد قوي لكن علينا أن لانتعاطى مع الأمر على أننا “منجمون” بل قارئون حقيقيون للمستقبل بكل ما يحمله من التبعات الاقتصادية والاجتماعية، على اعتبار أن لدينا موارد مهمة وواسعة في حال تم تفعيلها لتكون حالة إسناد قوي للنهوض بالاقتصاد الوطني، ولا يمكن أن نتجاهل أن الواقع الزراعي دخل في متاهات ودهاليز ضيقة نتيجة الحرب على سورية، لكنه استطاع تأمين حاجتنا من الغذاء في أصعب الظروف، لكن ما يجعل في القلب غصة أن القائمين على الزراعة لايمتلكون خططاً مرحلية ولا مستقبلية كافية لدفع المزارعين للعطاء والإنتاج، بدلاً من شعورهم الشديد بالإحباط لأن منتجاتهم تُستباح أمامهم بأبخس الأثمان من قبل التجار والسماسرة.
فهموم الزراعة كثيرة، علماً أن حلّها متعلق بقرار ورغبة حقيقية بتطوير الزراعة، يعني اعتماد الزراعة قاعدة أساسية اقتصادية، ووجود إرادة ووضوح في الرؤية لأصحاب القرار الزراعي. والمطمئن حتى الآن هو أن الحكومة قدمت الدعم للفلاح و أعلنت أن العام الحالي “عام القمح” من خلال حزمة إجراءات تبشر بتحسن واقع الزراعة.. والجميع يعلم أن الزراعة لو استغلت إمكاناتها فإنها تتكفل بالقضاء على البطالة والفقر لأنها توفر آلافاً من فرص العمل المختلفة.. لدينا يقين بأننا نمتلك الكثير، ونستطيع أن نقدم الأفضل .. وأخيراً علينا أن ندرك أن اقتصادنا يستحق الاهتمام…!
hanaghanem@hotmail.com