الإخوان “وربيع” التطبيع

لعل من أبرز النصائح التي قدمها مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق برجنسكي للإدارات الأمريكية المتعاقبة ضرورة التحالف مع “الإسلام السياسي” لتنفيذ السياسات الإسرائيلية في الشرق الأوسط بقرارات أمريكية وتقويض كل الروابط القومية التي تفضي إلى تحالفات بين جميع القوى التي ترفض التطبيع مع “إسرائيل” وفرض الحلول الاستسلامية على الفلسطينيين وعلى العرب عموماً، وتتسق نصيحة برجنسكي مع استثمار الجهود البريطانية التي رعت تنظيم “الإخوان المسلمين” في مصر وفي غيرها حيث وجهوا خناجرهم لطعن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لحرف توجهه القومي وقيادته في تلك الفترة للقوى السياسية العربية التي تعادي الكيان الإسرائيلي، وقاد “الإخوان المسلمين” عملية اغتيال فاشلة ضده.
وعلى امتداد عقود من الزمن عمل” الإخوان المسلمين” على تشكيل المجموعات الإرهابية التي حاولت تقويض الدولة الوطنية في سورية وفي غيرها، وكانت ذروة التآمر من قيادة “الإسلام السياسي” الذي يتزعمه “الإخوان” ذلك التنسيق المشبوه بين أمريكا والغرب والرجعية العربية لتنفيذ مشروع تغيير الأنظمة الوطنية و”تخوين” حركات المقاومة و”شيطنة” إيران التي تقدم الدعم لكل من يواجه الاحتلال الإسرائيلي، وتحت يافطة “الربيع العربي” تم تسليم الحكم في تونس وليبيا ومصر للمجموعات المتحالفة مع “الإخوان” أو لأحزابهم بالتسميات المختلفة لتسهيل تمويل وتدريب الإرهابيين بغية “تقويض” الدولة السورية التي تتصدّر محور مواجهة المشروع الأمريكي – الإسرائيلي، وبعد كل ما عمل المتآمرون على القضايا العربية لإضعاف القوى السياسية المناهضة للتطبيع مع “إسرائيل” وتسويق “شيطنة” إيران بدأت عمليات التطبيع مع “إسرائيل” وسط تصريحات “إخوانية” مرحبة، بل زادت رموز “الإخوان” من وتيرة زياراتهم لـ” إسرائيل”.
أن تاريخ “الإخوان المسلمين” حافل بالخيانة، لكن الرفض الشعبي للتطبيع يشير بشكل جلي إلى أن الاتجاه التطبيعي مصيره الفشل، لأن “صاحب الحق سلطان” ولن يضيع حق العرب في استرجاع أراضيهم المغتصبة واستعادة الفلسطينيين حقوقهم المشروعة وفق قرارات الشرعية الدولية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار