من فمك أدينك !!

كلما احتفل العالم بمناسبة بيئية أو صحية, نستغرب موقف المنظمات الدولية من الوضع في سورية؟ خاصة أنه نتيجة الحصار والحرب وتدمير الكثير من البنى التحتية وتراجع الوضع البيئي بشكل كبير, انتشرت العديد من الأمراض, ولعل المناسبة الأخيرة التي احتفل بها العالم والخاصة بغسل اليدين, تفتح المجال لأسئلة عديدة قد تبدأ بالمزاجية التي تمارس فيها بعض المنظمات العالمية عملها ولا تنتهي بالصمت المريب لما حدث ويحدث في بلدنا حيث غابت المساعدات وحتى التنديدات عندما دمر الإرهاب بيئة الوطن وبنيته التحتية!!
قلنا مراراً وفي كل مناسبة واحتفالية عن غسل اليدين, هل هناك حقاً من لا يعرف كيف يغسل يديه؟ ولماذا تركيز منظمة الصحة العالمية ونصيحتها الدائمة ” اغسل يديك ” لا سيما أنها ثقافة وضرورة, ولكن بصراحة الشعب العربي السوري غسل يديه بشكل تام من تلك الشعارات والكثير من المنظمات التي اختفت أصواتها ودعمها .. وغابت كلماتها وهي تتفرج على بلد محاصر حتى في لقمة عيشه وحبة الدواء !!
المواطن أيضا اعتاد أن يغسل يديه, وأن يسمع الكثير من الوعود والتصريحات والتي باتت بمثابة مهدئات فاقدة لفاعليتها!! والمواطن غسل يديه من تجار الأزمات والحرب, وبات في دوامة غليان الأسعار, يواجه حتى الرمق الأخير الجشع والاستغلال بحرقة قلب وقهر وفقر, يواجه إعصار السوق لا يعلم ما هو المصير؟!
أما نحن والذين نعمل في الصحافة والإعلام, فنخاف صراحة أن يأتي الوقت الذي نغسل فيه حتى أحلامنا وأمانينا, فنحن متهمون من كل مواطن بأننا نكرر أقوالنا والأبواب موصدة أمامنا, وليس هناك استجابة .. بل على العكس الأمور تتدهور نحو الأسوأ !!
ومن ناحية ثانية هناك من يرى أن عتابنا زاد عن حده, وكلامنا فيه توبيخ وفيه قسوة, وأننا بعيدون تماماً عما يجري حولنا, ونسوا أن ” من لسانهم ندينهم ” فإذا كانوا يعتبرون كل ما نكتبه هجوماً غير مبرر, فإننا بالمقابل نرى أن تطنيش فقر الناس وحاجاتهم شيئاً لا يغتفر!!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار