عيد ميلاد “حزين” ..!
لم تشهد البشرية خوفاً بالحجم الذي نال منها خلال العام 2020، ولم تدرك البشرية حالة العزلة والإغلاق كالتي تعيشها مرغمة بسبب فيروس مجهول المهد واللحد ـ حتى اليوم ـ ولكنه معروف التأثير والمفعول الفتاك، حيث سُجلت في قارات العالم الخمس أرقام تبعث على الحزن قاربت 1.8 مليون وفاة ناجمة عنه، فيما تظهر بؤر وبائية جديدة مذكّرةً بأنه رغم ظهور أولى اللقاحات، لن تعود الحياة سريعاً إلى طبيعتها..
ولم نتوقع يوماً أن يمر عيد الميلاد ولاحقاً رأس السنة بهذا الهدوء الاحتفالي شبه الخالي من الفرح .. بل الأقرب إلى الحزين .. نظراً لأن جميع الدول تقريباً مثقلة بقيود مفروضة لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد.
في بلدنا الواقع لايختلف كثيراً عن بقية دول العالم، مع فارق واضح هو أن القرار الرسمي سبق الواقع فكان صارماً منذ اليوم الأول لتسجيل حالة إيجابية لمصابة بكورونا وافدة إلى سورية من الخارج، فكان الإغلاق الجزئي وشبه التام وفرض العقوبات على مخالفي الإجراءات المتخذة للتصدي للوباء، ولاحقاً فرض الكمامة على العاملين والمراجعين للمؤسسات العامة وفي الأسواق والأفران ووسائط النقل الجماعية …. وغيرها، ورغم ذلك لم تكن النتيجة مختلفة بين بلدنا وبقية الدول من حيث تزايد الإصابات والوفيات التي تضاعفت خمسة مرات خلال أسابيع وما زال التدهور مستمراً، وسط مشهد جماهير يعمه الاستهتار بجميع الإجراءات الحكومية المتخذة ويحكمه المستوى المعيشي المتدني لمعظم المواطنين.
فمن المؤسف أن نرى كل هذا الازدحام في الباصات والأسواق ومنافذ البيع والمدارس والجامعات ووو … من دون أن يتسلل القليل من هذا الخوف العالمي الكبير إلينا ويجبرنا على ارتداء كمامة أو ترك مسافة أمان بيننا أو حتى وضع يدنا على أفواهنا حين نسعل أو نعطس، بل أكثر من ذلك أصبحنا نتمنى أن لا يصافح أحدنا الآخر وتلك أولى المحظورات كونها الطريقة الحتمية لنقل العدوى إلى العشرات خلال يوم واحد.
في هذه الحالات الفوضوية لا أعتقد أن الإجراءات الرسمية والعقوبات المفروضة كافية لكبح جماح المستهترين بعدوانية كوفيد19، وما قد يتبعه من فيروسات قاتلة، ولابد من نشر الوعي الفردي ولاحقاً الجماعي لأنه الرادع الأساس والحماية المجتمعية ضد كورونا ..
بانتظار اكتمال هذا الوعي وكلنا أمل ألا يطول انتظارنا وتسمح لنا الأيام القادمة بالعيش لنردد سوية القول المأثور “ما متت لكن شفت مين مات” بكورون