مركز خدمة المواطن الإلكتروني
في الظرف الصعب الذي نعيشه اليوم نحن بحاجةٍ إلى الخدمات الإلكترونية أكثر من الأحوال العادية، فنحن لا نستطيع الحديث عن موضوع مكافحة الفساد والتقليل من الهدر وعن العدالة، وعن تحسين الخدمات، وتحسين جانبٍ من الواقع المعيشي من دون أنظمةٍ مؤتمتةٍ نسميها دائماً الحكومة الإلكترونية.
هذا ما أكده السيد الرئيس بشار الأسد لدى زيارته لمركز خدمة المواطن الإلكتروني في دمشق، والذي بدأ بتقديم حزمة كبيرة من الخدمات الإلكترونية تقوم على أساس طلب المعلومات عبر الانترنت، ويستطيع المواطن الحصول على تلك الخدمات من منزله، أو مكان عمله من دون الحاجة إلى الذهاب لأماكن تلك الدوائر المعنية بتقديم الخدمات، ما يعني تخفيف الجهد والوقت والتبسيط في الإجراءات، وتالياً تلافياً لمحاولات بعض المستغلين لحاجة المواطن عن طريق ابتزازه مادياً، وبذلك تكون المعاملات ذات شفافية كبيرة لكونها تتم الكترونياً وعن بعد.
إن مثل هذه الخدمات التي تسعى الجهات المعنية لتوفيرها في هذا الوقت الصعب لتأكيد مهم على السعي الحثيث لتجاوز تلك المنغصات التي يعانيها المواطنون على أكثر من صعيد، على أمل توسيع دائرة الخدمات المقدمة من هذا المركز، وانتشاره في المحافظات في مرحلة لاحقة، طالما ننشد الحكومة الالكترونية، والتي تتطلب تضافر الجهود جميعها لنجاح تلك الأفكار وبأسرع ما يمكن، لتغدو منهج عمل منظم في المستقبل، يؤدي الخدمات السريعة ويوفر المال والوقت على الجميع، كما يمنع الهدر في جوانب عديدة كانت فرصاً لبعض الفاسدين لاستغلالها بشتى الطرق، واستغلال المواطنين من خلال إيهامه بسرعة إنجاز معاملاته مقابل تقديمه مبالغ مادية معينة.
خطوة مركز خدمة المواطن الالكتروني شكل آخر من أشكال مكافحة الفساد والفاسدين، والنجاح فيها يعني خطوة مهمة على طريق تصحيح مسار العديد من أشكال المعاناة التي يعانيها المواطنون في تحسين الواقع المعيشي، على أمل أن تؤدي مثل تلك الخطوات إلى وفرات تنعكس على الخزينة العامة من خلال ما كان يهدر في المعاملات المختلفة في السابق.
الخطوة بحاجة أيضاً إلى الكوادر المدربة المجتهدة لتكون جاهزة في المحافظات ليتم تنفيذها مستقبلاً وتحقيق الأماني، والتطلعات من وراء إنشاء هذه الخدمة.