سيناريوهات مُحتملة ..!
تمتلك فكرة استعادة الأحداث الماضية جاذبية لا تقلّ عن نظيرتها المُستقبلية، كما قدمتها أفلام سينمائية شهيرة، أتاحت لأبطالها اكتشاف ما يُخبئه الزمن لهم عبر قوى ما، تنفتح فيها بوابات في السماء أو يستقل أصحابها آلةً تُسافر بهم إلى عوالم مجهولة، يُفترض أنها «المستقبل». غير أن الدراما، ولأسباب مختلفة، لم تعطِ هذه الفكرة مساحة تستحق التوقف عندها بعكس الشكل التصاعدي المعروف لتسلسل الأحداث، والذي تقطعه أحياناً تقنية «الفلاش باك» في استحضار ذكريات (مشاعر أو أفعال) مُنتهية، وهو ما شاهدناه في عدة أعمال، من بينها مؤخراً «الهيبة ـ الرد» للمخرج سامر برقاوي ومجموعة من الكتّاب، وحالياً في «بورتريه» للمخرج باسم السلكا والكاتب تليد الخطيب.
ومع اختلاف الغاية من الخطف خلفاً أو الاسترجاع في العملين، إلا أن العودة القصيرة للماضي خلقت نوعاً من التشويق في كليهما، لتكتسب في «بورتريه» بُعداً إضافياً، كونها تتيح للمشاهدين إمكانية التفكير بتطور آخر للأحداث، سيناريو بعيد عما يقدمه لنا المسلسل، كما لو كان المتفرج شريكاً في كتابة العمل أو العملين حقيقة، الأول كما تأتي به الحلقات تباعاً، والثاني نتخيله أو نتوقعه تبعاً لأحداث الماضي، فماذا لو أن «رندة» منعت زواج أختها «سوسن» من «أيهم»، وماذا لو أنها هربت مع «إياد»، واستغلت معارفها للتخلص من سطوة «أيهم»؟ كل هذه احتمالات من شأنها تغيير سير العمل، والانقلاب على رؤية الكاتب، وهو أمر يحدث عادة حين يعترض الجمهور على نهاية عمل ما، ويتمنى لو أنها سارت في اتجاه مُغاير.
وإذا كان اللجوء إلى هذه التقنية خياراً فنياً، إلا أن التحدي يكمن في كيفية توظيفها والمساحة التي يمكن أن تحتلها، لاسيما أن الشخصيات فيها تبدو أصغر سناً، وتعيش مأزقاً ما أو حدثاً مفصلياً يجعل من الواقعة نفسها محطة، تعود إليها الشخصية في مواقف خطرة أو مؤثرة، فمن غير المنطقي أن تأخذ «الفلاش باك» حلقة كاملة كما شاهدنا في «الهيبة» أو تختلط مع الأحداث المستمرة لتُحيّر المُشاهد، والأهم أن يحقق الممثل تطوراً مناسباً لما كان عليه في زمن سابق، سواء أكان متوقعاً أم لا، بحيث يبدو مقبولاً أن تستمر قصة حب «إياد» و«رندة» رغم تقدمهما في العمر، واختلاف شكل العلاقة بينهما.