منظمة الصحة العالمية مشكورة بقلبها الكبير واهتمامها البليغ بأدق التفاصيل الصحية والإنسانية طمأنت الأطفال المترقبين لمداخن منازلهم ونوافذهم, على أمل وصول (البابا نويل) بلا ولا عطسة و بصحة جيدة مع كيس هدايا كبير, غير آبهٍ بالفيروس اللعين المنتشر كوباء عالمي ويقتل من هم في سنه ممن خصتهم الحكايا على أنهم عواجيز وبـ(كروش) تعد المصدر الرئيس للكوليسترول والشحوم الضارة بالشرايين والرئتين!!
إلا أن بابا نويل (خص نص) لديه حصانة ضد (الكوفيد) على حد تصريح خبيرة الصحة العالمية (ماريا فان كيركوف), وسيلقن الأطفال الهدايا في زمن (الكورونا), في حال التزموا بقواعد التباعد الاجتماعي والإجراءات الاحترازية وفي حال (نامواااا بكير).
(الكذبة البيضا) .. ذكرتني بكذبة قديمة طبقتها مع أولادي بعمر الأربع والخمس سنين والقائمة على فكرة خيالية لساحرة (طيوبة) تضع تحت المخدات قصص أطفال وأقلام تلوين لمن ينام باكراً ويكون مطيعاً طوال النهار لأمه ولأبيه.
هذه الكذبة التي كنت أظنها تمر على طفلي تفاجأت بواحدة من اعترافاتهم أنهم كانوا يعلمون بأنني أنا من كان يلعب دور الساحرة لكن لاستمتاعهم باللعبة وفضولهم الكبير بشأن الهدايا المخبأة في السرير جاروا كذبي الأبيض بفعل التصديق.
الكذب .. الذي لم يقتصر على خبيرة الصحة العالمية (ماريا) ولا على الأمهات – كوني واحدة منهن – بل وصل حد ممارسته من قبل الشرطة وتنكر عناصرها بزي (بابا نويل) الأحمر اللميع ليتم القبض على عصابة مخدرات في (البيرو) بعد أن فتحوا الباب لـ(سانتا كلوز) السمين وكيس هداياه والقزم الصغير.
لذلك وجب التنويه لا لتصديق أي غريب بـ(كرافة) حمراء أو لحية بيضاء وكرش كبير إن لم تكن خانة قيده تدل على أنه إما (أمك أو أبوك).