ليست كل قصص الحب والغرام مبنية على تعويذة قديمة تداولناها أيام كنا شباباً:(نظرة فابتسامة فموعد ولقاء.. وزواج وبعدها عيلة وأولاد..!).
فالفيلسوف إيمانويل كانط الذي حقق في غرامياته التفرد بدراسة فيما لو في الإمكان رفض أو قبول مبادرة إحدى الصديقات بطلب يده للزواج, بعد أن أثقلها بأحاديثه عن المعرفة وطبيعة المجتمعات ومشكلات الأفراد وكل الميتافيزيقيات ماعدا قضية الزواج!!
وكانط الواعي (الفهيم) لحركات «النسوان» لم يستعجل برد الجواب وانتظر سبع سنين ليطرق باب أنثاه ويطلب يدها للزواج من والدها الذي سارع في إعطائه عنوان ابنته الجديد التي صار لها زوج وطفلان!!
قصة كانط وغرامه المؤجل لا تثير في نفوسنا الاستهجان مادام البطل فيلسوفاً يبحث في الماورائيات، لكن الجدير هنا بالإشارة والتذكير موقف السيدة المغرمة واعتناقها حس المبادرة أمام انشغالات عالم ومفكر يجوز بحقه خلق الأعذار والتبريرات, مادام ما يقدمه يفوق فكرة التصفيق والثناء، حد التحليل والتمحيص بتلك الحادثة واستنباط نتائج وأفكار يمكن إسقاطها على العام والخاص من السلوكيات من:
حب وغرام وانتقام… إلى وظيفة ودوام وخطط لمؤسسة أو وزارة من الوزارات…!!
فلو كنت امرأة عزباء فهذا لا يعني استسلامك لفكرة المتلقي دوماً لعروض الزواج، وغض النظر عن تعقيدات الحياة المحيطة بالرجل بشكل عام وما عليك فعله هو المبادرة المدروسة لساعة اقتحام تليق بمظهرك العام.
أما لو كنت موظفاً أو مفكراً أو معنياً بالشأن العام فالمبادرة ليست خياراً وهامشاً في ركن الاجتماعات، بل هو مطلب حق وفرض لتطوير العمل والخطط وحل المشكلات في كل الوظائف وجميع التوصيفات, على أن تأخذ في الحسبان وزن العقل المصدر للأفكار والتوقيت المناسب لضخ تلك الأفكار في جعبة المعني وهو بكامل صحوته, وحواسه مملوكة لخطط أعوام خمسة، ومجندة لتحقيق الإنجازات، لا الركود ومماثلة كانط الذي استغرق في التفكير سبع سنوات!!!