جهود ضائعة!
أضفت الجهود التي قام بها «فريق المغامر السوري« نهاية الأسبوع الفائت لمسةً من الجمال والروعة على كورنيش جبلة، حيث قام الفريق بحملة تطوعية لتنظيف الواجهة البحرية للمدينة من التلوث البصري الناجم عن تراكم النفايات المختلفة.
إن ما قام به أعضاء الفريق الشباب ومن شاركهم من المتطوعين بالعمل يدعو إلى التفاؤل ويعطي جرعة قوية من الأمل بالمستقبل بوجود مبادرات كهذه ومتطوعين كهؤلاء، فرغم كل الظروف الصعبة التي يعيشها هؤلاء الشباب، ما زالوا يفكرون بتنظيف الطبيعة وحماية البيئة بشكل تطوعي، لا ينتظرون أي مقابل أو مكافأة، ينطلقون بذلك من الحب والعشق الذي يملأ قلوبهم للمكان الذي ينتمون إليه وللوطن الذي يعيشون فيه، فبتضافر جهود ومبادرات كهذه من جهات مختلفة وبتلاقيها وتقاطعها مع بعضها تزدهر الأوطان.
وهنا لابد من حماية الجهود التي قام بها الفريق كي لا تضاف إلى قائمة الجهود الضائعة، فكم هناك من الحملات التطوعية التي قامت بها جهات مختلفة للتنظيف والتوعية وحماية الطبيعة والبيئة وغيرها لكنها كانت حملات وجهوداً ضائعة نتيجة الإهمال وعدم الحسّ بالمسؤولية، حيث لا تلبث الأمكنة التي تم تنظيفها أن تعود إلى ما كانت عليه من تراكم النفايات والأوساخ خلال أيام قليلة، وكذلك كم من الحملات التطوعية للتشجير ضاعت سدى، وأصبحت الأشجار التي تمّت زراعتها أثراً بعد عين نتيجة عدم متابعتها بالسقاية والرعاية من الجهات المعنية، فهذه الجهود إن لم ترافقها متابعة من الجهات المسؤولة ستبقى جهوداً ضائعة لا قيمة لها وهدراً للطاقات والمال.
وهنا تقع المسؤولية الكبرى على مجالس المدن، لماذا لا تقوم بتطبيق قانون النظافة وبشكل صارم، ومعاقبة كل من يقوم برمي أوساخه وقمامته في الطرقات والشوارع أفراداً أو محال تجارية أو مختلف الفعاليات الأخرى التي تساهم في تشويه المكان برمي النفايات بشكل عشوائي؟
المستغرب هو التقاعس في تطبيق هذا القانون الذي يعدّ سلاحاً قوياً لدى المجالس المحلية، وهذه رسالة لوزارة الإدارة المحلية والبيئة للتشدد بهذا الموضوع وتطبيق القانون ما يحقق فوائد مضاعفة، ريعية اقتصادية لخزينة المجالس المحلية من خلال المخالفات، وبالدرجة الأهم إظهار المدن وشوارعها وأحيائها بشكل حضاري ولائق، وتوفير الكثير من الأموال على المجالس، والجهود والأعمال المضنية على عمال النظافة.