ليس هناك شك في تقدير أن الكيان الصهيوني هو من ارتكب جريمة اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، والآمر المباشر في هذه العملية الإجرامية الصهيونية الغادرة هو بنيامين نتنياهو الذي كان منذ عام 2018 يعلن للملأ أن يتذكروا هذا الاسم جيداً (محسن فخري زاده)، وبالطبع فإن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب هو الشريك الكامل مع نتنياهو في المسؤولية عن جريمة الاغتيال، ولاسيما أن ترامب ومنذ أن بدأت أولى بوادر هزيمته في الانتخابات الرئاسية، تحدث كثيراً عن “مفاجآت” في المرحلة الانتقالية لتسلم وتسليم السلطة إذا لم يفز بولاية رئاسية ثانية، وكان واضحاً أن إحدى هذه “المفاجآت” ترتيب خطة ما لاستهداف إيران، والوضع في المنطقة عموماً، في عملية خلط أوراق، وإيجاد حالة صراع أو فوضى تمتد لتشمل حسابات الربح والخسارة فيما إذا استدعت التطورات والأحداث والمستجدات جر المنطقة، إن لم يكن العالم برمته، إلى مواجهة أو حرب واسعة وشاملة لا تحمد عقباها، وربما تشمل الجميع من أميركا إلى غربي آسيا وشرقها وربما تكون أوروبا غير بعيدة عنها.
وبهذه السياسة يرى ترامب أنه يمكن قطع الطريق على الرئيس الجديد جو بايدن في التعامل بموضوعية وواقعية مع الملف النووي الإيراني سواء بالعودة إليه، كما يصرح بايدن أو بخلق عقبات وضغوط يصعب على بايدن الانفلات منها فيما إذا تمت الموافقة الأميركية والإيرانية المشتركة على مفاوضات جديدة بشأن الملف النووي الإيراني.
وفي الحصيلة سارعت الولايات المتحدة إثر جريمة الاغتيال مباشرة إلى إصدار الأوامر للأسطول الخامس للتوجه إلى منطقة الخليج تحسباً لسؤال تعرف أميركا وقبلها إيران ما الإجابة الدقيقة والحقيقية له وهو: ماذا بعد الاغتيال؟..
وجاء ذلك في اليوم الذي قامت فيه صحيفة”نيويورك تايمز” بنشر مقالة أشارت فيها إلى أن “إسرائيل على الأغلب متورطة في هذا الاغتيال، وأن ترامب يريد أن يعقد محاولات بايدن لإحياء الاتفاق النووي الإيراني الموقع في عام 1915 وهو ما وعد به، إذا عادت إيران إلى القيود التي فرضتها الاتفاقيات”، وفي الوقت نفسه أعلنت “إسرائيل” عن حالة تعبئة عامة في ظل خيارات تهدف إلى استيعاب أو احتواء الرد الإيراني بسبب ما تعرضت له من خسارة فادحة باغتيال عالمها النووي، على اعتبار أن جميع المسؤولين الإيرانيين أكدوا أن الانتقام لدماء العالم محسن فخري زاده قادم وسيكون بتلاحم كافة تشكيلات القوات الإيرانية.