«القَنزُوع»…!!

«القنزعة» بمفهومها التهكّمي تدلّ على وجود عقدة نقصٍ وغرور فوق الوصف، ولها فرعان توصيفيان، الفرع الأول يرجع فيه الغرور للفراغ، أي إن «القنزوع» هنا توّج «قرعته» بغرة شعر من اللاشيء، وهوالأصلع تماماً من الإمكانات والمعرفة والفارغ من أيّ محتوى له قيمة، لكنه «قنزوع» وبريشة «كمان»..!!
أما الفرع الثاني فهو «قنزعة» الفهمان والعارف والماشي بين أقرانه مشية الخيلاء، وكلا «القنزوعين» مجرم بحقّ نفسه وبحقّ المجتمع، وتكاثرهما وتكاثر أفكارهما يعدّ وباء.
والمضحك أن محرك البحث «غوغل» إن استعنت به للاستفسار عن معنى كلمة «قنزعة» فإنه يعطيك، فيما يعطيك، أنها تسريحة شعر منتشرة في اليابان بين مصارعي «الساموراي»، والتسريحة على هيئة «كوكينة» يربطها المصارع أعلى رأسه، ويحلق ماتبقى من شعره.. لذلك، ربما تمّ استخدامها لتوصيف «القنزوع» من أصحاب المناصب والجاه -والله أعلم- لأن لحضورهم رهبةً وهيبةً، كما تقول «الساموراي»!!
في المقابل، لمفهوم الحضور والإدارة عند المتصالحين مع ذواتهم من مديرين ومعنيين شكل آخر من حيث المعاملة والعمل وإنكار الذات، ومدير مدرسة في محافظة حلب خير مثالٍ:
إذ يُحكى أنه وفي إحدى المدارس الريفية قام مدير المدرسة بشغل وظيفة مدرّس وموجّه تربوي إضافة لعمله مديراً!!!
المديرُ الذي لم يستحِ من قرع جرس «الفرصة» ومساعدة الطلاب في تنظيف المدرسة، وإيجاد الحلول واستنباطها وعدم الركون للمشكلات والالتصاق بكرسي الإدارة خوف أن تطير وهو المسؤوول..!
الإدارة التي اعتدنا تكرّيسها دائماً ظهور «القنزوع» أينما حلّ مديراً عاماً أو صاحب قلمٍ أخضر وأختام، حتى وصلت «القنزعة» والإعجاب بـ «وهرتها» رؤساء الأقسام!
إنها ظاهرةُ مقيتة لابدّ من استنكارها، والنظر بعين الإعجاب إلى كلّ مدير أو مسؤول يمارس الإدارة بمفهومها الصحيح، ويعي أنها مسؤولية وليست امتيازاً، ويلغي من قاموسه كلمتي التكبّر والاستعلاء، مجسداً التواضع في كل فعلٍ وقولٍ.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار